ساعات الهدنة الإنسانية التي أعلنت في قطاع غزة كشفت هول جريمة الاحتلال الإسرائيلي وحجم الدمار الذي خلفه، وبرغم هذه الهدنة لا تزال بلدة خزاعة معزولة ويمنع الاحتلال دخول حتى الصليب الأحمر الدولي وطواقم الإسعاف إليها. الاحتلال يمنع الطواقم الطبية من الدخول إلى خزاعة لإسعاف الجرحى ونقل جثث الشهداء. غزة.. دم على دم وركام على ركام.. فما إن سرت الهدنة الإنسانية حتى تكشف هول فداحة الجريمة وحجم الدمار.... يبحثون بيد عن أشلاء أحبتهم وباليد الأخرى يسطرون ملحمة صمود بعد أن انضم إلى كوكبة الشهداء شهداء جدد اختلفت أعمارهم وأسماؤهم وجمعتهم الشهادة.. يقول أحد الفلسطينيين »خامس يوم في الحرب قصفوا هذا الدار ونزل على 11 شخص كانوا فيه، في اليوم الثاني وبالتنسيق مع الصليب الأحمر دخلنا واستطعنا إخراج فتاة على قيد الحياة وبقي الآخرون تحت الأنقاض«. غزة منكوبة في العيال والمال، كأن زلزالاً قد ضرب بيت حانون.. المشهد نفسه في الشجاعية، والأهالي ما عادوا يميزون منازلهم، عاشوا في قلب الموت، واستشهدوا تحت أنقاض حياة تستميت إسرائيل لسلبها، لكن إصرارهم على الصمود ما بعده إصرار ومن قاموس حياتهم شطبوا كلمة الاستسلام. سيدة فلسطينية تقول زلن نخرج كما خرجنا سنة ,1948 سنبقى صامدين، وإن أخرجونا سنعود، ونبني بيوتنا من جديد، سنعمرها ونبقى فيها حتى يوم القيامة.هدنة إنسانية تحت عيون الدبابات الإسرائيلية، تتمركز قرب منازل الشجاعية، أما خزاعة جنوباً فتلك حكاية الحكايات؛ معزولة بالكامل، حتى الصليب الدولي والإسعاف ممنوع بأمر الاحتلال. مواطنة فلسطينية أخرى تسأل، أين هي الهدنة التي يتحدثون عنها، أي هدنة هذه والناس مرمية في الشوارع، في الأمس خرجنا من خزاعة وكنا نمشي فوق الجثث المرمية في الشوارع. أحد المواطنين من خزاعة يضيف لدينا جرحى في خزاعة وأشخاص كبار في السن، وليس هناك أدوية ولا ماء ولا كهرباء.عدوان تاه مبتداه عن منتهاه، ينشر الموت والخراب كيفما اتفق وفي كل اتجاه، لكن أبناء غزة صامدون خلف مقاومة يرونها طوق النجاة.