ركز أمس الأول، كل من المؤرخ بن يامين ستورا والناقد السينمائي أحمد بجاوي، بقسنطينة، على مكانة الصورة في تخيلات الحرب والقراءات وتوظيف هذه الصورة بعد الحرب في تدخلهما في ثاني يوم من منتدى جريدة النصر حول موضوع »الإعلام وحرب الاستقلال«. قال بن يامين ستورا الذي حضر لقاء هذه الجريدة التي تصدر بالعربية بقسنطينة والتي تناولت موضوعي »الصورة وكتابة التاريخ« و »السينما وحرب الاستقلال« أن المؤرخين ظل نقاشهم يدور منذ قرابة ثلاثة عقود حول »كاتب التاريخ بالصورة«، مضيفا أنه نقاش لم يحسم لكنه يطغى على الساحة منذ أن ظهر التلفزيون ثم الإنترنت الوسيلتين اللتين تسرفان في تقديم صور عجيبة. وأشار ستورا إلى أن خلال حرب الجزائر كانت آنذاك أيضا حربا أخرى غير متكافئة لأن الطرف الفرنسي كان يروج صورا كثيرة، مؤكدا أن ما لا يقل عن 400 ألف وثيقة محفوظة حاليا في الأرشيف بفرنسا، مضيفا بأن جبهة التحرير الوطني خلال الحرب قد حققت رغم ذلك النصر باستعمالها جميع مواردها لتنقل للرأي العام الدولي رؤية أخرى للحرب التي كانت تخوضها أمام الدعاية الفرنسية. ومن جهته، تطرق أحمد بجاوي في مداخلته إلى جمال شاندرلي ودوره في ميلاد السينما الجزائرية، كما تناول الظروف التي كان يعمل فيها السينمائيون والمصورون الصحفيون الجزائريون والأجانب الذين انضموا إلى صفوف الثورة. كما تحدث بجاوي أيضا عن السينما الجزائرية في فترة ما بعد الاستقلال، خاصة الأفلام الطويلة والوثائقية التي تناولت الثورة، مبرزا نقاط القوة لهذه التجربة وكذا الصعوبات التي تلقاها المخرجون الذين حاولوا نقل من خلال الصورة صورا عن أحداث الكفاح المسلح. وبدورها، تدخلت ماري جوال روب ابنة المناضل سارج ميشال لتتحدث عن مسار والدها المناضل المناهض للاحتلال منذ الأربعينيات والذي انضم إلى الثورة الجزائرية، حيث ساهم سارج ميشال بشكل بارز في إنشاء صحافة جبهة التحريري الوطني وكان له الفضل في تكوبن عديد الصحفيين الجزائريين كما أشارت إليه ابنته. للتذكير، فقد نشط منتدى جريدة النصر في يومه الأول أول أمس الخميس كل من المؤرخة فاطمة الزهراء قشي و المؤرخ زهير إيحدادن تطرقا على التوالي إلى صحافة الحركة الوطنية إلى غاية 1954 و كذا حول تاريخ و إنشاء جريدة المجاهد من 1956 إلى .1962 ومن جهته قدم الصحفي و الباحث أحمد أرزقي خلال اليوم الأول من المنتدى مداخلة حول تاريخ الصحافة الاستعمارية.