افتتح أول أمس ، الفيلم الفرنسي » بعيدا عن الرجال« الأيام السينمائية الخامسة بالعاصمة بقاعة» الموقار « بحضور مخرجه الفرنسي دافيد اولهوفن الذي قدم للجمهور الذي تأثر مع أحداث قصه عمله قراءته السينمائية المقتبسة من قصة »الضيف» من سلسلة »المنفى و المملكة» لألبير كامو التي جاءت لتفضح جرائم فرنسا في الجزائر مع بداية الثورة التحريرية بجبال الأطلس. وتحصل هذا العمل الذي يدوم 110 دقائق المنجز سنة 2013 على عدة جوائز لاسيما بالمهرجانين الدوليين للفيلم للبندقية و لاريونيون. يروي فيلم »بعيدا عن الرجال» الذي تم عرضه بحضور المخرج و المنتج مارك دي بونتافيس و الممثل الجزائري رضا كاتب قصة مدرس إسباني يتكلم العربية جاء لمساعدة أهالي إحدى القرى النائية في عمق جبال الأطلس، ويعايش مدى التهميش والغبن الذي يعيشه الأهالي، ويتقاطع مصيره مع محمد »يؤدي الدور رضا كاتب» قروي متهم بجريمة قتل، وينحرف مسار حياة الاثنين عندما يُكلَّف »دارو» المدرس باصطحاب محمد إلى قرية أخرى بعيدة عن قريته من أجل محاكمته، وهنا تبدأ القصة في التعقيد، عندما يتتبع مقاتلون جزائريون الاثنين من أجل الانتقام من محمد، بينما يقوم معمرون فرنسيون بنفس الشيء ضد الاثنين، فتبدأ عملية المطاردة وأيضا الدفاع عن النفس، ويتعمق الأستاذ في عمق الصراع الجزائري الفرنسي ليكتشف حقائق كثيرة. وسبق وان أثار الفيلم جدلا كبيرا في فرنسا مباشرة بعد عرضه في مهرجان البندقية ، حيث صرح المخرج لوكالة الأنباء الفرنسية انه يصور الصحراء وسجينا يجب اصطحابه للمحاكمة، ويتحدث أيضا عن الالتزام السياسي وصعوبة أن نرى بوضوح في عالم حيث العنف يجرف الجميع». و لم يعجب الفرنسيون في الندوة الصحفية طرح المخرج، فيسأل الصحفي الفرنسي »بما أن الفيلم حوى مشاهد عنف من الطرفين، نرى في إحدى مشاهده أنك تحاملت على الجيش الفرنسي، خاصة في مشهد يبين جزائريين يقتلون من طرف جنود فرنسيين، في الوقت الذي كانوا يسلمون أنفسهم، ويصف »دارو» الفعل بجملة »هذه جريمة حرب»، ويضيف الصحفي »إن هذا يمكن أن يعيد إحياء بعض الجراح من طرفي المتوسط»، يقصد الجزائروفرنسا. ويدافع المخرج دافيد عن رؤية الفيلم بقوله »لا توجد نية لإثارة الجدال، وإن حصل فهذا سيكون رغما عني»، مواصلا دفاعه بقوله »إنه أمر سهل أن نحاكم الاستعمار بعد 60 سنة، والذي كان مأزقا تاريخيا، كل ما في الأمر أنه كان هناك في منطقة من الأطلس سنة ,1954 قتل الجيش الفرنسي نحو 50 جزائريا، وهذه حقيقة تاريخية»، مضيفا »يجب أن نعرض الأشياء كما وقعت». وسيتمكن الجمهور الذي تأثر كثيرا بعرض هذا الفيلم الافتتاحي من مشاهدة 33 عملا مبرمجا خلال هذه التظاهرة المخصصة عادة للأفلام القصيرة و الوثائقية. وسيتم عرض أفلام وثائقية حول الرئيس الراحل هواري بومدين و الفنان التشكيلي دونيس مارتيناز و المطرب دحمان الحراشي خلال هذه المنافسة. وفيما يخص الأفلام القصيرة سيتم عرض أفلام عربية مخصصة في أغلبيتها لمواضيع سياسية. كما تضم التظاهرة مسابقة أحسن سيناريو. وقامت الطبعة السابقة للأيام السينمائية للعاصمة بمنح جائزته لفيلم »Lesjours dصavant» »الأيام الخوالي» لكريم موساوي و هو فيلم خيالي قصير. بينما تحصل فيلم »Le retour de Montluc» لمحمد زاوي على جائزة احسن فيلم وثائقي بينما تحصل انيس جعد و دلال زيور على جائزتي احسن سيناريو.