اقترح الوزير الأول عبد المالك سلال أمس، على الاتحاد الأوروبي إعادة بعث مشاريع طاقوية كأنابيب الغاز "تي اس جي بي" و"غالسي" وكذا مشروع توليد الطاقة الشمسية "ديزرتك". وقال سلال خلال ندوة صحفية نشطها مع نظيره البرتغالي بدرو باسوس كوهيلو عقب الاجتماع الرابع رفيع المستوى بين البلدين انه اقترح على البرتغال وعلى الاتحاد الأوروبي بعث مشاريع طاقوية للاستجابة لحاجة أوروبا في هذا المجال، مشيرا إلى أن الجزائر اقترحت على أوروبا التفكير في إعادة إطلاق مشروع أنبوب الغاز غالسي الذي لم ينطلق والذي من المفروض أن يربط الجزائر بايطاليا عبر سردينيا، مضيفا أن الجزائر اقترحت أيضا على الاتحاد الأوروبي التفكير في بعث مشروع ضخم أخر له هدف استراتيجي هو تي اس جيبي مع الاتحاد الإفريقي عن طريق النيباد والذي سيسمح بإيصال المحروقات إليها من نيجيريا عبر الجزائر. وقال سلال أيضا انه تحادث مع نظيره البرتغالي حول إمكانية بعث مشروع ديزرتك الذي كان مقررا مع ألمانيا خلال السنوات الماضية مضيفا انه بالإمكان إنتاج طاقة شمسية في الجزائر لتسويقها في أوروبا، مؤكدا أن الجزائر تحترم وتنفذ كل الاتفاقيات التي تربطها بالدول وأن كل زبائنها عبر التاريخ يعرفون ذلك قبل أن يشدد "إننا لا نسيس اتفاقياتنا الاقتصادية". ومن جهة أخرى أشار سلال إلى أن الجزائر تسجل اكتشافات جديدة في مجال الطاقة سنويا مضيفا "إننا لا نعرف إلى حد الآن ما مقدار الطاقة التي تحتويها أراضينا"، وأضاف "التنقيب عن الغاز الصخري الهدف منه اليوم فقط أن نعرف إمكانياتنا الطاقوية ل15 أو 20 سنة القادمة" وأن الاحتجاجات التي قامت ضد ذلك لم يكن لها أن تكون. وأضاف أن ما تفكر فيه الجزائر اليوم هو كيفية استغلال الاكتشافات الجديدة من المحروقات التقليدية قائلا أن "في السنة الماضية كنا نتكلم في الحكومة عن احتياطات لسنة 2025 و اليوم بعد الاكتشافات الجديدة أصبحنا نتكلم عن سنة 2033 رغم تسجيل ارتفاع قوي في الاستهلاك الداخلي". وفيما يخص التعاون الثنائي اعتبر سلال الاتفاقيات التسع التي تم التوقيع عليها اليوم هامة وميدانية ستعمل على تعزيز العلاقات الجزائريةالبرتغالية. وعن العلاقات السياسية أكد الوزير الأول أن للبرتغال والجزائر وجهة نظر مشتركة بالنسبة للقضايا الجهوية سواء في الساحل أو ليبيا أو التطورات الخطيرة التي يعرفها الشرق الأوسط خاصة محاربة الجماعات الإرهابية كتنظيم داعش. وأضاف أن "الشيء المؤكد اليوم هو أن الخبرة الجزائرية معترف بها والكل يعرف أننا دعاة سلم وأن الأزمات كلها مهما كان نوعها لا بد أن يكون حلها بالشق السياسي وليس التوجه مباشرة إلى الحل العسكري الذي يمكن أن يؤدي إلى تصاعد الأوضاع". واستغل سلال الفرصة للحديث عن اللقاء الذي يجمع اليوم الفرقاء الليبيين بالجزائر العاصمة مؤكدا وقوف الجزائر معهم ومساعدتها لهم للحوار بينهم وذلك كما قال انطلاقا من مبدأ أن الجزائر لا تتدخل في شؤون الدول بصفة عامة ومن مبدأ الدفاع على وحدة الوطن. وشدد في هذا الصدد على أن الجزائر مع مبدأ التعددية السياسية ولكنها ترفض تقسيم الأرض، وخلص إلى القول إننا بعد أن وصلنا إلى نتيجة مرضية في مالي وفي تونس نتمنى أيضا أن نتوصل إلى حل مرضي في ليبيا مع أن الإشكال أصعب في هذا البلد معبرا عن أمله في أن تنتصر النظرة الجزائرية لفائدة الشعب الليبي وحده لا أكثر ولا أقل.