تصاعدت الاشتباكات التي تشهدها مدينة غرداية منذ بداية الشهر لتخلف 22 قتيلا، وسجلت أثقل حصيلة صبيحة أمس بمدينة القرارة، بعد أن أعلنت مصادر استشفائية عن مقتل 19 شخصا في اشتباكات وقعت بين سكان هذه المنطقة وسهل وادي ميزاب، مما استدعى عقد رئيس الجمهورية إلى عقد اجتماع طارئ لبحث الأوضاع في غرداية، وتدخل وزير الداخلية نور الدين بدوي الذي يكون قد تنقل مجددا إلى غرداية على رأس وفد رسمي. عرفت المواجهات العنيفة بمدينة غرداية منحى تصاعديا، وأخذت منعرجا خطيرا بعد أن تعدى عدد الضحايا سقف ال20 قتيلا، ولقد أفادت مصادر محلية واستشفائية لوكالة الأنباء الجزائرية، أن ما مجموعه 22 شخصا قتلوا متأثرين بجروحهم خلال ال 48 ساعة الأخيرة، فيما أصيب العشرات من ضمنهم سبعة أشخاص بجروح خطيرة خلال الاشتباكات التي نشبت بين مجموعات من الشباب بمناطق القرارة وبريان وغرداية. ولقد أعلنت مصادر من ولاية غرداية، عن وفاة أربعة أشخاص آخرين منتصف نهار أمس بغرداية متأثرين بإصاباتهم خلال اشتباكات بين مجموعات من الشباب مما رفع حصيلة الضحايا إلى 22 شخصا، وامتدت هذه الاشتباكات الحاصلة بين مجموعات من الشباب لتطال عدة أحياء أخرى بمناطق سهل وادي ميزاب وبريان والقرارة، حيث ارتكبت أعمال تخريب وحرق للسكنات والمحلات التجارية وواحات نخيل وتجهيزات حضرية ومرافق عمومية ومركبات من قبل مجموعات من الشباب الملثمين. وتعيش مدينة غرداية منذ مطلع هذا الشهر موجة عنف اتسعت رقعتها لتشمل عددا من الأحياء، أهمها القرارة، سهل وادي ميزاب وبريان، كما خلفت حصيلة مأساوية هي الأثقل منذ سنتين بتسجيل عشرات القتلى والجرحى في المواجهات الدامية التي أضحت أحياء غرداية مسرحا لها في ليالي هذا الشهر الفضيل التي لم تشفع للشباب الغاضب وحصدت أرواح 18 شخصا. وكشفت المصادر أن المواجهات اندلعت مباشرة بعد صلاة الفجر من صباح أمس، وخلفت 15 قتيلا، حيث لقي 14 شخصا نحبهم متأثرين بجروحهم إثر تعرضهم لمقذوفات بمدينة القرارة، فيما لفظت الضحية الخامسة عشرة أنفاسها بمدينة غرداية متأثرة بجروحها بعد أن تلقت رمية مميتة بحجارة على مستوى الرأس، كما تخللت المناوشات أعمال حرق وتخريب لسكنات ومحلات تجارية ومركبات للخواص وواحات نخيل وتجهيزات حضرية ومرافق عمومية، وتم إحصاء أزيد من 70 جريحا في هذه الأحداث تم نقلهم على جناح السرعة إلى العيادات الطبية بالقرارة من أجل إسعافهم. وفي محاولة لاحتواء الوضع، تم نشر تعزيزات أمنية هامة بمواقع الاشتباكات مدعمة بأعوان مكافحة الشغب للدرك الوطني من أجل وضع حد لهذه الأحداث التي لا زالت متواصلة رغم عودة الهدوء النسبي أمس إلى المدينة وضواحيها، كما اضطرت قوات حفظ الأمن إلى استعمال الغاز المسيل للدموع لتفريق المجموعات المتنازعة. وتنقل أول أمس قائد الناحية العسكرية الرابعة اللواء الشريف عبد الرزاق، إلى مدينة غرداية تنفيذا لتعليمات القيادة العليا الرامية إلى تكثيف الجهود التي تقودها مختلف الهيئات الرسمية وفعاليات المجتمع المدني من أجل تحقيق الصلح وتعزيز التلاحم وبسط الطمأنينة بالمدينة وللوقوف الميداني على الوضع السائد بغرداية على إثر الأحداث التي شهدتها المنطقة، أين اجتمع بمقر الولاية مع كافة الأطراف المعنية بعملية التهدئة واستتباب الأمن والطمأنينة بغرداية. وسجل أمس غلق المحلات التجارية على مستوى مختلف أحياء سهل وادي ميزاب وبريان والقرارة، وذلك استجابة لنداء إلى »إضراب عام« دعا إليه »مجموع التجار الإباضيين« تعبيرا عن احتجاجهم على أعمال العنف التي تشهدها منطقة غرداية، وقد أصيب عشرات الأشخاص خلال هذه المواجهات حيث تحاول قوات حفظ الأمن التي أرسلت إلى تلك المواقع تفريق المتنازعين واستتباب الأمن مستعملة القنابل المسيلة للدموع.