عقد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، الأربعاء، اجتماعا طارئا خصص لدراسة الأوضاع السائدة في ولاية غرداية حسبما علمته وكالة الأنباء الجزائرية من مصدر مقرب من رئاسة الجمهورية. وخصص الاجتماع الذي ترأسه الرئيس بوتفليقة بحضور الوزير الأول عبد المالك سلال ونائب وزير الدفاع الوطني قائد أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق أحمد قايد صالح ووزير الدولة مدير الديوان برئاسة الجمهورية أحمد أويحيى لدراسة الأوضاع في هذه الولاية على إثر الأحداث التي خلفت أكثر من عشرون قتيلا و العديد من الجرحى في غرداية وبريان. غرداية ... سنتان من العنف طال أمد الأزمة التي تعيشها غرداية منذ قرابة سنتين، واتسعت رقعة العنف والمواجهات لتشمل عشرات الأحياء وتهجّر العائلات وتشل الحياة بهذه المدينة التي لطالما عرفت بهدوء ومسالمة سكانها، كانت أول شرارة قد انطلقت في 22 نوفمبر 2013، وبالتحديد بمدينة القرارة على إثر وفاة الشاب محمد عبد الرحماني في اشتباكات شهدتها المدينة عقب انتهاء مباراة كرة قدم بملعب 24 فبراير بين فريقين محليين، لتنتقل بعد أسبوع فقط نفس المواجهات إلى مدينة غرداية، على خلفية نشوب اشتباكات بين سكان حي ثنية المخزن وشباب من قصر مليكة العليا، بسبب نزاع على قطعة أرض تابعة لمحيط مقبرة تقع بين الحيين المذكورين، وفي جويلية 2014، أعادت وفاة الشاب أوجانة سيد أحمد غرداية إلى ساحة المواجهات، بعد أن تجددت الاشتباكات بين عناصر الدرك الوطني وشباب من حي باب الحطب، على إثر وفاة الشاب الذي رجحت السلطات المحلية فرضية تعرضه لحادث سير، فيما أكد شباب الحي اغتياله رشقا بالحجارة وطالبوا بالقصاص، ليكون أوجانة عاشر قتيل يسقط بغرداية بسبب تردي الوضع الأمني بالمدينة خلال أقل من سنة. وفي 13 جويلية 2014، رفع مجلس أعيان قصر مليكة بغرداية جملة من المطالب إلى وزارة الداخلية والجماعات المحلية، دعوها من خلالها إلى إيجاد حلول جدية وواقعية للأزمة التي تعيشها المنطقة، وحاول أصحاب البيان وضع وزير الداخلية والجماعات المحلية السابق الطيب بلعيز في الصورة، حين أكدوا ضرورة تجسيد الخطة الأمنية التي أعلن عنها ميدانيا، وبدورها حرصت الحكومة على متابعة الوضع عن قرب من خلال تنقل عديد الوزراء على رأس وفود هامة إلى غرداية لبحث سبل حل الأزمة هناك، فقد تنقل في 15 جويلية 2014 وفد رسمي ترأسه الأمين العام لوزارة الداخلية إلى ولاية غرداية، واجتمع الوفد المكون من ضباط سامين في جهازي الأمن والدرك الوطنيين بوالي غرداية، لبحث طريقة تجسيد الخطة الأمنية التي سبق وأعلن عنها وزير الداخلية والجماعات المحلية السابق الطيب بلعيز لاستعادة الهدوء بالمنطقة، وكان وزير الداخلية والجماعات المحلية الحالي نور الدين بدوي قد تنقل شخصيا منذ أسبوع إلى غرداية ليعود مجددا يوم أمس بعد تردي الأوضاع وارتفاع حصيلة القتلى.