انطوت صفحة من صفحات عبقرية التمثيل في مصر، أمس، برحيل الفنان نور الشريف، عن عمر يناهز 69 عاما بعد صراع مع المرض، تاركا وراءه موسوعة من الأعمال الفنية الخالدة في تاريخ السينما المصرية والإنتاج التلفزيوني المصري الحديث، ويعد رمزا من رموز الفن المصري والعربي. واسمه الحقيقي الكامل «محمد جابر محمد عبد الله» حاصل على دبلوم المعهد العالي للفنون المسرحية بتقدير «امتياز» وكان الأول على دفعته عام 1967. بدأ التمثيل في المدرسة حيث انضم إلى فريق التمثيل بها كما كان لاعباً في أشبال كرة القدم بنادي الزمالك ولكنه لم يكمل مشواره مع كرة القدم بسبب حبه للتمثيل الذي اتجه إليه عن طريق الفنان سعد أردش الذي رشحه للعمل معه فأسند إليه دوراً صغيراً في مسرحية «الشوارع الخلفية» ثم اختاره المخرج «كمال عيد» ليمثل في مسرحية روميو وجولييت. وأثناء بروفات المسرحية تعرف على عادل إمام الذي قدمه بدوره للمخرج حسن الإمام ليظهر في فيلم قصر الشوق ويحصل عن دوره على شهادة تقدير فكانت أول جائزة يحصل عليها في حياته الفنية . قام نور الشريف بعدها بعدة أدوار في السينما المصرية رشحته ليصبح أحد نجومها المميزين. من أفلامه الحديثة، فيلم »اختفاء جعفر المصري« العام 1999، ثم »العاشقان« الذي قام فيه بالتمثيل والإخراج. ثم فيلم »عمارة يعقوبيان«، كما تألق أيضا في التليفزيون المصري من خلال مسلسلاته الأشهر »لن أعيش في جلباب أبي«، و»الرجل الأخر« و»عائلة الحاج متولي«، وعدة مسلسلات تاريخية أهمها »هارون الرشيد« و»عمر بن عبد العزيز«. ومن أبرز أعماله السينمائية: «المصير»، »كتيبة الإعدام»، «الكرنك»، «عمارة يعقوبيان»، »سواق الأتوبيس»، «ليلة ساخنة»، «دائرة الانتقام»،»قصر الشوق»، «العار«،«مدرسة المشاغبين»، «ليلة البيبي دول»، «مسجون ترانزيت»، بالإضافة إلى عدد من الأدوار المسرحية أبرزها: «لقدس في يوم آخر» و»يا غولا عينك حمرا» و»الأميرة والصعلوك» و»يا مسافر وحدك».
ونال الفنان نور الشريف خلال مشواره الفني العديد من الجوائز والأوسمة حيث حصل على جائزة أحسن ممثل عن دوره في فيلم «ليلة ساخنة»، وجائزة مهرجان «نيودلهي» عن فيلم «سواق الأتوبيس»، كما حصل على 4 جوائز عن فيلم «يا رب توبة»، وجائزتين عن فيلم «الشيطان يعظ»، وثلاث جوائز عن فيلم «قطة على نار» من جمعية كتاب ونقاد السينما وجمعية الفيلم.