أكّد البروفيسور ناصر الدّين سعيدوني، في حديثه ل »صوت الأحرار« أنّ شروط النّهضة تكمن في تطبيق المشروع الحضاري الذي تنطلق منه السياسات والاستراتيجيات، والذي تبلور إبان الحركة الوطنية والثورة التحريرية والموقّع بدماء الشّهداء، بينما طبّق منه بعد الاستقلال شقّه الخارجي فيما ظلّ جانبه الدّاخلي ينتظر التّنفيذ والكامن في بناء الإنسان الجزائري، ليواصل حديثه ردّا على مشروع التّدريس بالعامية برفضه أن تصبح الضرّة صاحبة المنزل، معتبرا »إلغاء اللّغة العربية دليل على موت الجزائر«. تصريح البروفيسور ناصر الدّين سعيدوني، باعتباره شاهد قرن لأكثر من 60 عاما، وصاحب مسيرة علمية فاقت 50 عاما، بين التّدريس والبحث داخل الجزائر وخارجها، أدلى من خلاله ل »صوت الأحرار«، بأنّه »في غياب المشروع الحضاري تصبح التّوجّهات الثقافية غائبة« مضيفا أنّ للجزائر مشروعا حضاريا تبلور من خلال الحركة الوطنية والثّورة المباركة ووقّع بدماء الشّهداء، ولكنّه في الواقع، طبّق من ذات المشروع شقّه الخارجي فيما ظلّ جانبه الدّاخلي ينتظر التّنفيذ وهو بناء الإنسان الجزائري«.«. ناصر سعيدوني أكّد أنّ شروط النهضة تكمن في المشروع الحضاري الذي تنطلق منه السياسات والاستراتيجيات، وفيما اعتبر التحولات المختلفة »عبورا صعبا«، أعاب انغماس الجميع، بعد الاستقلال، في بناء الدّولة والمنشآت والمؤسّسات، بينما أغفل شقّ المشروع الدّاخلي الذي يكمن في بناء الإنسان، روح الأمّة الجزائرية الموكل إليها الإبداع، وأرجع ذلك ل»ثقل التّركة الفرنسية«، التي من تبعاتها عدم توحيد الكلمة، الطّغيان وتراجع الوطنية لدى الكثيرين، »وبذلك بقي إتمام المشروع الحضاري في شقّه المتعلّق بتحرير الجزائر وإيجاد مجتمع حرّ متفاعل يقوم على المواطنة، الإسلام السّمح الذي يتقبّل الآخر والمتفتّح إلى جانب لغة حضارية ناقلة للعلم«. خلال حديثه ل»صوت الأحرار« نبّه البروفيسور سعيدوني من مخاطر ما أسماه »الاستعمار الجديد« الذي أكّد انّه مشروع مضاد يقصف بكلّ أسس الوحدة والثّقافة، يعمل على طرد المشروع الوطني وخاصّة في شقّه الدّاخلي من بيته الجزائر ويحيي قانون »الاندجينا«، ضمن مرحلة شبّهها المتحدّث ب»حادثة المروحة« الشّهيرة، ولكنّه بالمقابل تفاءل خيرا بأنّ الشّعب الجزائري »سيفعلها ويرفض قطعا المشروع المضادّ، وسينقذ الجزائر من سرطان قد لا تجد له دواء، استشرى وبدأ يمسّ الغدد الحيوية في الأمّة« ليضيف »الجزائريون قادرون على تحطيم المشروع المضادّ، وهنا ستتمكّن الجزائر من استكمال مشروعها الحضاري، فلا يمكن لأمّة أن تبني نفسها من خلال مشروع غيرها«. وفي رسالة واضحة على مشروع تدريس تلاميذ الابتدائي باللغة العامية ابتداءا من الموسم الدّراسي المقبل، أكّد البروفيسور سعيدوني الذي شغل طويلا منصب رئيس قسم العلوم الإنسانية بجامعة الجزائر، أنّه »يخطأ من يظنّ أنّ لغة الغير ستقيم مشروعا حضاريا« مضيفا أنّ »العربية هي لغة واحدة وموحّدة وهي لغة القرآن« وأنّه قد حان الأوان لتسترجع الجزائر ذاتها وتستكمل مشروعها، فتؤدّي بذلك رسالة الشّهداء من خلال لغة القرآن المقدّسة وضمن إطار حضاري يكمن في إطار الإسلام الذي نعيش من خلاله الحرية في إطارها الواسع«. البروفيسور سعيدون أكّد أنّ »إلغاء اللّغة العربية دليل على موت الجزائر«، معربا عن رفضه القاطع لأن تصبح »الضرّة صاحبة المنزل، بينما تطرد صاحبته الأصلية منه على يد ربائبها« في إشارة إلى إلغاء التدريس باللغة العربية والإبقاء على اللّغة الفرنسية، ودعا الجميع وخاصّة »المتردّدة أرجلهم ومن أصابهم الدّوار الحضاري أن يستيقظوا وعلينا جميعا أن نبني أمّة في إطار إسلام سمح ووحدة ولغة القرآن«.