نوه الوزير الأول، عبد المالك سلال، الاثنين بالجزائر العاصمة بمستوى العلاقات القائمة بين الجزائر والسودان، والتي عرفت، كما قال، نقلة "نوعية" في السنوات الأخيرة. وأكد سلال في كلمة افتتاحية للقاء مع رجال أعمال البلدين بحضور الرئيس السوداني، عمر حسن البشير، أن السودان يعد شريكا "هاما" للجزائر، منوها بمستوى "العلاقات الأخوية القائمة بين البلدين والتي عرفت في هذه السنوات الأخيرة نقلة نوعية". ويرى الوزير الأول أن هاته الشراكة يمكن أن تتطور أكثر في "إطار المنافع المتبادلة، لا سيما في بعض المجالات القوية" كالزراعة والطاقة والصناعة، معبرا عن أمله أن يشكل منتدى رجال الأعمال فرصة ملائمة للارتقاء بالعمل المشترك إلى مستوى علاقات الأخوة والصداقة والتضامن. كما عبر السيد سلال عن أمله في أن يتوج هذا اللقاء بنتائج ملموسة من حيث الشراكة لا سيما في المجالات التي فيها اتفاقيات و برامج تنفيذية. وأكد في ذات السياق "حرص الجزائر حكومة وشعبا على بذل كل ما في وسعنا لتعزيز التعاون بين البلدين مما يحقق تطلعات وطموحات" الطرفين. وأضاف قائلا أن لقاء اليوم يندرج في سياق "الإرادة السياسية" لقادة البلدين في تطوير العلاقات الثنائية في مختلف الميادين, ملفتا النظر إلى أن زيارة الرئيس البشير إلى الجزائر "دليل قاطع على عمق الروابط و وحدة المصير". ومن جهته أكد الرئيس السوداني أن المستثمرين الجزائريين الراغبين في الاستثمار في بلده سيحضون "برعاية خاصة" لاسيما ما يتعلق بالتسهيلات الإدارية والجبائية مبرزا الفرص العديدة التي يتوفر عليها السودان في المجال الزراعي والثروات المعدنية وفي غيرها من القطاعات. وكشف البشير عن اتفاق بين البلدين يقضي بفتح خط بحري وجوي بين الجزائر والسودان مما "سيسهل تنقل رجال الأعمال والمستثمرين وكذا حركة التجارة". وفي تدخل خلال المنتدى أكد وزير الصناعة والمناجم عبد السلام بوشوارب ضرورة استثمارالعلاقات السياسية الثنائية لإحداث نقلة نوعية في العلاقات الجزائرية السودانية والارتقاء بها نحو "شراكة نموذجية مبنية على المصالح المتبادلة". ودعا الوزير إلى "تكثيف التنسيق و التشاور بين البلدين لوضع خطة طموحة من اجل تهيئة المناخ لإقامة شراكة فعلية في مختلف الميادين والقطاعات خاصة وان بلدينا لديهما المؤهلات الكافية لتأسيس هذه الشراكة". واشار السيد بوشوارب الى ان الجزائر شرعت منذ مدة في بعث سياسة صناعية جديدة تضع افريقيا والمنطقة العربية على رأس الأولويات من حيث أنها سوق واعدة مؤكدا على استعداد رجال الأعمال والمستثمرين الجزائريين لدخول السوق السودانية ليس فقط في المجال التجاري بل للاستثمار الحقيقي الخلاق للثروة. كما وجه الوزير نداء للمستثمرين ورجال الأعمال السودانيين إلى تكثيف مساهمتهم في الاقتصاد الجزائري وبحث مع نظرائهم الجزائريين مشاريع مشتركة وفق قاعدة الاستثمار 51 /49 بالمائة. من جهته، عرض وزير الاستثمار السوداني منظر عبد الغاني عبد الرحمن على رجال الأعمال الجزائريين المزايا التشجيعية التي يمنحها السودان في مجال استقطاب المستثمرين. و أكد أن بلاده لا تميز بين رأسمال السوداني ورأسمال الأجنبي. كما كشف ان السودان احتل المرتبة الخامسة عربيا في مجال استقطاب المستثمرين الأجانب. لعمامرة يتحادث مع نظيره السوداني هذا وتحادث وزير الدولة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، رمطان لعمامرة، اليوم الاثنين بالجزائر العاصمة مع نظيره السوداني، إبراهيم أحمد غندور. وفي تصريح للصحافة عقب هذا اللقاء، أشار غندور أنه تم التطرق خلال المحادثات إلى العلاقات الثنائية وإلى قضايا إقليمية تمس القارة الإفريقية والمنطقة العربية. وأكد الوزير السوداني أن وجهات نظر البلدبن "متطابقة" و على أنه تم الإتفاق على "المضي قدما" في كل القضايا المتعلقة بالمنطقة العربية و بإفريقيا, مشددا على أن الجزائر والسودان "تربطهما علاقات قوية إلا أننا سنعمل دائما على دعمها". للإشارة، يندرج هذا اللقاء في إطار زيارة الدولة التي يقوم بها إلى الجزائر الرئيس السوداني, عمر حسن البشير, بدعوة من رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة.