أنطلقت الأحد الماضي الدورة الحادية عشر لقمة مدن البيئة العالمية 2015 بأبوظبي والتي تستضيفها هيئة البيئة - أبوظبي (EAD بدعم من وزارة الخارجية في دولة الإمارات العربية المتحدة، ومجلس أبوظبي للتخطيط العمراني، ومدينة مصدر وبالتعاون مع مبادرة أبوظبي العالمية للبيانات البيئية وهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة. وتناقش القمة، التي تستمر ثلاثة أيام (11 إلى 13 أكتوبر2015)، كيفية تشييد مدن صديقة للبيئة وسط التحديات البيئية الحالية مما يمكننا من أن نجعل من مدننا مدناً صحية وأكثر إخضراراً وأصلح للعيش. وحضر القمة في يومها الأول أكثر من 800 مشارك يمثلون 70 دولة من مختلف أنحاء العالم وتتيح القمة تبادل الخبرات بين صانعي القرار والباحثين والمجتمع المدني على المستوى المحلي والإقليمي والدولي. وتهدف إلى تطوير استراتيجيات عمل تناسب المنطقة العربية والمجتمع الدولي. وتشير كيرستين ميلر، المدير التنفيذي ل"إيكو سيتي بيلدرز" إن قمة مدن البيئة العالمية تسعى إلى تبادل المعرفة وتعزيز الممارسة والتعلم من خلال التطبيقات الإقليمية والثقافة المحلية. وتضيف ميلر في تصريحات صحفية على هامش القمة، "أن المدن البيئية تستخدم مساحات أقل من الأراضي مقارنةً بغيرها مما يتيح أستخدام الأراضي لإثراء النظم الطبيعية ولغيرها من العمليات التي تشترط كثافة منخفضة وتنمية عالية الآلية". ويشارك في القمة العديد من الخبراء الدوليين والعرب بحيث يمثل الخبراء العرب حوالي 40% من المتحدثين خلال الجلسات والتي تتنوع بين جلسات عامة يشارك فيها جميع الحضور وجلسات موازية حول موضوعات مختلفة ليتمكن كل مشارك من حضور الجلسات التي تقع في إطار إهتماماته. وتوضح الدكتورة نادية مكرم عبيد أن "استضافة هذه القمة الهامة في العالم العربي ما هو إلا تأكيد على أننا لسنا بعزلة عن العالم المتعولم وأنه على الرغم من أن لنا ثقافتنا وخصوصيتنا ومطالبنا إلا أن لنا تجاربنا التي يمكن أن نفيد بها الآخرين كما نستفيد من تجاربهم". مؤكدة أن هناك العديد من الإبتكارات وقصص النجاح العربية التي سيتم عرضها خلال جلسات القمة. وتشير الدكتورة نوال الحوسني، مديرة الإستدامة بمبادرة "مصدر" أن أبو ظبي تُعرف بأنها المحرك الأول في المنطقة ولُقبت مؤخرا بعاصمة البيئة العربية لإطلاقها العديد من مبادرات التنمية المستدامة ، مثل مدينة مصدر، أكثر مجتمعات العالم استدامة والمقر الدائم للوكالة الدولية للطاقة المتجددة، المنظمة الحكومية الدولية الوحيدة التي يقع مقرها بالشرق الاوسط. ويشير الدكتور محمد صالحين أستاذ التخطيط والتصميم المتكامل بجامعة عين شمس ومستشار سيداري أن استضافة القمة في الشرق الأوسط لأول مرة كان له الفضل في جذب العديد من الأكاديميين ورجال الأعمال والممارسين في المنطقة مضيفاً أن المشاركات من المنطقة قد تنوعت ما بين متحدثين من الوزراء وكبار المسئولين وباحثين ورجال صناعة وممثلين للمنظمات غير الحكومية. ويرى البروفيسور هشام القاضي عميد كلية العمارة بجامعة سالفورد بالمملكة المتحدة أن تجديد العديد من المدن العربية ضروري حتى نتمكن من إعادة تنميتها بشكل مستدام، والأهم من ذلك أن نحافظ على قابليتها للنمو والإبداع في هذا العالم سريع التغير. مؤكدا أن العديد من المدن في المنطقة العربية تواجه تحولات إجتماعية وبيئية كبرى تتطلب التدخل الفوري من أجل البقاء.