تسعى الحكومة إلى تطوير قطاع الصحافة، من خلال العمل على تطوير المنظومة القانونية والتشريعية للمهنة دون المساس بحرية التعبير، وهو ما أكد عليه رئيس الجمهورية في رسالة بمناسبة الاحتفال باليوم الوطني للصحافة المصادف ل 22 أكتوبر من كل سنة، حين قال بأنه يعمل على تمكين الصحافة الوطنية من الأدوات القانونية، حيث أمر الحكومة باستكمال المنظومة التشريعية للمهنة، وهو ما يتجلى من خلال القوانين التي تم المصادقة عليها على غرار قانون الإعلام أو التي ستعرض على البرلمان لاحقا خاصة فيما يتعلق بالسمعي البصري الذي يحتاج إلى تشريعات لضبطه. وقد عرفت الجزائر تقدما في المجال واكتسب قطاع الصحافة تجربة كبيرة أهلته لأن يحتل مراتب متقدمة في مجال حرية التعبير، خاصة وأن البلاد عرفت تحرير القطاع قبل أكثر من عشريتين، وتزامن ذلك مع ظروف أمنية صعبة خلال فترة التسعينيات حيث سقط مئات الصحفيين ضحايا لهمجية الإرهاب الدموي، فيما سخرت الدولة إمكانيات مادية ومالية وتكوينية، تجسيدا لحق المواطن في الإعلام، المكرس دستوريا، فضلا عن سعيها لتنظيم المهنة من خلال بطاقة الصحفي المحترف. ويحمل اختيار الرئيس بوتفليقة لهذا التاريخ ليكون يوما وطنيا للصحافة الوطنية أكثر من دلالة خاصة وأنه يصادف صدور أول صحيفة جزائرية »المقاومة « في سنة 1955، حيث تعد هذه المرجعية التاريخية اعترافا بالدور الكبير الذي لعبته الصحافة الجزائرية إبان الثورة التحريرية فكانت بحق صوت الجزائر الذي لم تستطع فرنسا الاستعمارية كتمه، لتكون بذلك هذه المناسبة بمثابة تخليدا لروح تضحية ونضال رجال الإعلام الجزائريين. وقد خطت الصحافة الوطنية خطوات كبيرة في مجال حرية التعبير، ووضعت أكثر من قدم في اتجاه الاحترافية وتعزز ذلك بفضل التشريعات التي تم إقرارها في ذات الشأن، وهو ما يتأكد من خلال ثراء الساحة الوطنية بأكثر من عنوان بين العام والخاص، فضلا عن فتح مجال السمعي البصري الذي ينتظر ترسيمه من طرف البرلمان قريبا قصد تنظيمه وتقنينه في ظل الفوضى السائدة في هذا المجال، إلى جانب الإصلاحات التي تقوم بها الوصاية من اجل تعزيز هذه المكاسب. ورغم أن الجدل يبقى قائما فيما يتعلق بمدى التقدم الذي عرفته الصحافة الوطنية في مجال حرية الرأي والتعبير إلا انه لا يمكن الإغفال على أن الجزائر حققت ما عجز عنه أكثر من بلد، وظهر ذلك جليا بعد إقرار التعددية السياسية الذي قابله فنح المجال للإعلام الخاص، وذلك قبل أكثر من عشريتين، فكان بحق قانون الإعلام في سنة 1990 والمعدل في سنة 2012 مكسب كبير للصحافة الجزائرية وذلك بإجماع المختصين. وفي ذات السياق تعكف وزارة الاتصال على إصلاح قطاع الإعلام خاصة بعد فنح المجال أمام السمعي البصري الذي أثرى وعزز الساحة الإعلامية الوطنية، إلى جانب الصحافة المكتوبة والالكترونية التي تعرف تطورا كبيرا في السنوات الأخيرة، حيث تسعى الوصاية إلى الرفع من مستوى الصحفيين الجزائريين من خلال التكوين المستمر، وهو ما يتجلى من خلال الندوات التكوينية الأخيرة، ناهيك عن مساعيها الرامية إلى تنظيم »السلطة الرابعة« من خلال بطاقات الصحفي المحترف. وتعد هذه المناسبة فرصة لتذكر من غادرونا، خاصة أولئك الذين واجهوا السلاح بأقلامهم ومقالاتهم ولم يستسلموا لآلة الموت، حيث وقفوا ضد همجية الإرهاب وواصلوا أداء مهمتهم النبيلة رغم كل المخاطر وقدموا في سبيل ذلك أرواحهم، فسقط أكثر من »شهيد قلم« خلال العشرية السوداء، ونذكر على سبيل المثال لا الحصر عمر أورتيلان وإسماعيل يفصح والقائمة طويلة، كما أنها تعد سانحة للوقوف عند النقائص ومن ثمة محاولة تصويبها خاصة وأن القطاع يشهد نوعا من الفوضى تستدعي تقنينا أكثر. الرئيس يتعهد بتمكين الصحافة من الأدوات القانونية أكد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أنه على تمكين الصحافة الوطنية من الأدوات القانونية طبقا للقواعد والضوابط المهنية المعمول بها في المجتمعات الديمقراطية، داعيا في الوقت نفسه الحكومة إلى استكمال المنظومة القانونية للصحافة، خاصة تلك المرتبطة بالضبط في مجالات الصحافة المكتوبة والسمعية البصرية، أهيب بالمهنيين، والناشرين منهم على الخصوص، من أجل تحمل مسؤولياتهم من حيث التكوين والاستثمار في مؤسساتهم ضمانا لديمومة التشغيل فيها. وقال، رئيس الجمهورية في رسالة بمناسبة الاحتفال باليوم الوطني للصحافة المصادف ل 22 أكتوبر، »تحيي بلادنا اليوم الوطني للصحافة الذي تم ترسيمه قبل سنتين، تزامنا مع صدور العدد الأول من جريدة »المقاومة الجزائرية« في 22 أكتوبر 1955، إبان ثورة التحرير الوطني المباركة، تنطوي مرجعية هذا الحدث على رمزية عظيمة المعنى بالنظر إلى الدور الذي اضطلع به جيل الثورة، من صحافيين وإعلاميين عموما، في الدفاع عن مشروعية كفاح الشعب الجزائري من أجل استرجاع حقوقه المسلوبة خلال حقبة من الزمن تجاوزت القرن واثنتين وثلاثين سنة« . وأضاف بوتفليقة أن من فوائد إحياء هذا اليوم الوطني أنه فرصة لتقييم التطور الحاصل في مجالات الصحافة ضمن ديناميكية التنمية التي تشهدها البلاد في مختلف المجالات، كما أنها محطة للإستلهام بمثل رواد الإعلام الوطني في خدمة الجزائر ومصالحها قبل أي شيء كان. وأبرز الرئيس تطور الصحافة خلال السنوات الأخيرة وقال لقد ظهر تطور الصحافة جليا للعيان خلال العقد الأخير، وذلك في مختلف أوجه نشاطات التعبير عبر وسائط الإذاعة والتلفزيون والصحافة المكتوبة والإلكترونية، وما اقتضاه ذلك من رصد للإمكانيات المادية والمالية والتكوينية، سخرتها الدولة تجسيدا لحق المواطن في الإعلام، المكرس دستوريا«، مؤكدا بقوله »إنني عملت على تمكين الصحافة الوطنية من الأدوات القانونية الكفيلة بضمان الممارسة الحرة لنشاطها طبقا للقواعد والضوابط المهنية المعمول بها في المجتمعات الديمقراطية، وذلك في ظل احترام أخلاقيات المهنة وآدابها السارية عبر العالم كله«. وبالعودة إلى تعزيز المنظومة القانونية لقطاع الإعلام أمر رئيس الجمهورية الحكومة باستكمال المنظومة القانونية للصحافة، خاصة تلك المرتبطة بالضبط في مجالات الصحافة المكتوبة والسمعية البصرية، أهيب بالمهنيين، والناشرين منهم على الخصوص، من أجل تحمل مسؤولياتهم من حيث التكوين والاستثمار في مؤسساتهم ضمانا لديمومة التشغيل فيها. وينبغي أن يترجم ذلك أيضا في تحديث أدوات الاتصال واحترافية أداء هذه المؤسسات، من جهة، والتقيد، من جهة أخرى، بأحكام منظومة التشريع والتنظيم ذات الصلة بحماية العاملين في قطاع الإعلام وضمان حقوقهم ومكتسباتهم الاجتماعية. وأكد الرئيس أنه »لا مناص للصحافيين، بعد استكمال عملية تحديد صفة الصحافيين المحترفين وضبط البطاقية الوطنية، من الانضمام إلى مسار الإصلاح الذي باشرناه خلال السنوات الأخيرة عن طريق الهيئات الممثلة لهم قانونا، أي سلطة ضبط الصحافة المكتوبة ومجلس أخلاقيات المهنة وآدابها«. التحديات الجديدة تفرض على الصحافة التساوق مع انشغالات المواطن دعا رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الصحافة الوطنية إلى الاهتمام بانشغالات المواطن والارتقاء بأدائها لمواكبة تحولات المجتمع في جميع مناحي الحياة فظل التحديات الجديدة التي تواجه بلادنا، مؤكدا أن الإستقرار هو الشرط الأساسي لازدهار الحريات والتقدم والرفاهية قال رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة رسالة بمناسبة الاحتفال باليوم الوطني للصحافة المصادف ل22 أكتوبر، إن التحديات الجديدة التي تواجه بلادنا، والتي ليست بمعزل عن التحديات التي تواجه العالم كله، تفرض على الصحافة الوطنية الارتقاء بأدائها إلى التساوق مع الانشغالات الحقيقية للمواطن ومسايرة تحولات المجتمع في جميع مناحي الحياة. وأكد بوتفليقة أن الاستقرار هو الشرط الأساسي في أي بلد كان لازدهار الحريات والتقدم والرفاهية لفائدة الجميع، وهو أيضا -كما قال- »درس استخلصته الجزائر من ماضيها القريب، درس يذكرنا كذلك بالأوضاع الأليمة التي تمر بها، ويا للأسف، بعض البلدان الشقيقة، بأن الحفاظ على استقرار الوطن هو رهان منوط كسبه، في إطار القانون، بجميع الفاعلين بما في ذلك أسرة الأعلام الشريفة التي تظل، مثل الأمس، ذات الدور الأساسي«. وأوضح الرئيس بان سعيه من خلال ترسيم جائزة رئيس الجمهورية للصحافي المحترف، يهدف إلى الإسهام في تمكين المهنيين في الصحافة من إبراز قدراتهم الإبداعية والتأسيس لثقافة المنافسة الشريفة بينهم، وبعد أن أشاد بعطاء وتضحيات الرعيل الأول من الصحفيين في سبيل الوطن، هنأ رئيس الجمهورية العاملين والعاملات في الصحافة كافة، في هذا اليوم الرمز، معبرا لهم عن تقديره للدور الذي يضطلعون به في خدمة قضايا الأمة.