كشف خبراء وأطباء مختصون في أمراض القلب، أمس، أن التدخين يسبب 60 بالمائة من أمراض القلب، بالإضافة الى أن 90 بالمائة من حالات سرطان الرئة سببها التدخين، كما يتعرض المدخنون للموت بسرطان البلعوم بمعدل 20 إلى 30 مرة أكثر من غير المدخنين، مؤكدين في هذا الصدد على ضرورة الإستعانة بالعلاج البديل للشفاء من مرض القلب والمتمثل أساسا في الإقلاع عن التدخين. انعقد أمس، المؤتمر المغاربي الثاني عشر لأمراض القلب بالعاصمة تحت عنوان »مكافحة الإدمان على التدخين«، حيث سيتم في هذا الإطار تنظيم لقاءات علمية ستستمر إلى غاية 12 ديسمبر الجاري، أين سيلقي المتدخلون محاضرات تتضمن تبيين الإنعكاسات الخطيرة التي يسببها الإدمان على التدخين على الجهاز التنفسي والأمراض العديدة التي تنجم عنه . كما شارك خلال هذا اللقاء العلمي، الدكتور كمال عبد النبي مختص في أمراض القلب بفرنسا، والبروفيسور كارل فاجير ستروم من السويد، حيث ركز هؤلاء الخبراء على ضرورة الإستعانة بالعلاج البديل للشفاء من مرض القلب والمتمثل أساسا في الإقلاع عن التدخين لأن هذه العادة السيئة تسبب أمراض لا يحمد عقباها بسبب مادة النيكوتين الموجودة في السيجارة و منها الإرتفاع الدموي الشرياني، أمراض القلب الخلفية، الربو وحتى الذبحة الصدرية وغيرها. كما أن هذه التظاهرة العلمية ستجمع ممارسون في مهنة طب القلب أوروبيون، جزائريون، تونسيون، مغاربيون وليبيون وموريتانيون أيضا وهذا من أجل بعث التعاون والتنسيق بين دول المغرب العربي والإستفادة من الخبرة الأوروبية في مجال طب القلب، حيث تحدث المتدخلون على أن ظاهرة التدخين أصبحت مشكلة مستفحلة في المجتمع إذ كشفت الدراسات المحلية أن نسبة انتشار هذه الآفة بين الطلبة وصلت إلى حدود %18, بكل ما تحمله من مخاطر . ويرى أطباء الأمراض النفسية من جهتهم أن التدخين نوع من الإدمان، ويعتبر بوابة الإدمان للكحول والمخدرات، حيث تبين من خلال الدراسات العالمية أن 25 بالمائة من المدخنين يتعاطون المخدرات، كما أضاف أطباء القلب أن المدخنين هم عرضة للإصابة بأمراض القلب بنسبة 60 بالمائة مقارنة مع غير المدخنين, وأن نسبة انسداد الشرايين وإصابتها بالتضيق في المنطقة مرتفعة ومن أهم الأسباب هو التدخين. وفي نفس السياق، كشف الأطباء المختصون في أمراض القلب أن 90 بالمائة من حالات سرطان الرئة سببها التدخين وأن احتمالات حدوث سرطان الفم والحنجرة تزداد بزيادة عدد السجائر ويتعرض المدخنون للموت بسرطان البلعوم بمعدل 20 إلى 30 مرة أكثر من غير المدخنين. وفي هذا الصدد نشير إلى أنه يحتوي التبغ على 6000 مادة كيماوية ضارة تم التعرف على أن 60 مادة منها تسبب السرطان. وقد وجد هؤلاء الأطباء أن وضع 60 مليجراما من مادة النيكوتين النقي على لسان الإنسان يؤدي إلى وفاة فورا وينتج عن التدخين غاز أول أوكسيد الكربون وهو غاز سام يتصاعد من عوادم السيارات ودخول هذا الغاز إلى جسم الإنسان عن طريق السجائر يقلل من وصول الأوكسجين إلى خلال الجسم، حيث أن اتحاده مع خلايا الدم يؤدي إلى طرد الأوكسجين من هذه الخلايا والتدخين يسبب تقلصا في شرايين القلب وهذا بدوره يسبب الذبحة القلبية فالأبحاث الطبية قد أظهرت بشكل غير قابل للجدل التأثير السيئ للتدخين على القلب وشرايينه، وإن هذا الضرر يبدأ من تدخين السيجارة الأولى حتى ولو لم (يبلع) المدخن الدخان إذ أن مادة النيكوتين تذوب في اللعاب وتمتص بواسطة الدم وتسبب تقلصا واضحا في شرايين القلب وباقي شرايين الجسم.