عادت المجاهدة الكبيرة جميلة بوحيرد الملقبة بالشهيدة الحية إلى أرض الوطن منذ قرابة 10 أيام أين تقضي فترة النقاهة بعيدا عن أجواء العاصمة الصاخبة بهدف استرجاع قواها بعد خضوعها لعملية جراحية دقيقة حول شرايين القلب حسب ما أكدته مصادر مقربة من المجاهدة في تصريح ل »صوت الأحرار«، رحلة بوحيرد من أجل العلاج قادتها إلى باريس في منتصف شهر جانفي الفارط أين تلقت العلاج الضروري بعد أن تكفلت الحكومة الجزائرية بكل مصاريف العلاج. لا تزال هذه السيدة تشد أنظار الجزائريين والعالم بأكمله بالرغم من أنها قل ما تظهر للعيان، لا يكاد ينساها أحد وهي الشهيدة الحية التي استطاعت أن تكتب اسمها بأحرف من ذهب بفضل كفاحها المستميت من أجل أن تحيا الجزائر، بعثت إلى الحياة بعد أن قررت فرنسا إعدامها وهي ابنة الثامنة عشر ربيع وها هي تعود إلى الجزائر قادمة من فرنسا بعد عملية جراحية دقيقة على مستوى القلب أجرتها جميلة بإحدى المستشفيات بالعاصمة الفرنسية باريس. رحلة جميلة بوحيرد من أجل العلاج كانت مسبوقة بضجة إعلامية كبيرة أثارتها الرسالة التي بعثت بها السيدة إلى الصحافة الوطنية، »رسالة الاستغاثة« التي وجهتها المناضلة الجزائرية للشعب الجزائري أحدثت صدمة لدى الجزائريين وكذا في كثير من الأوساط العربية. وتساءل الناس طيلة الأيام الثلاثة الماضية، كيف يمكن أن تستغيث أول بطلة عربية في مقاومة الاستعمار لجمع المال لدفع تكاليف معيشتها وعلاجها في عهد الجزائر المستقلة؟ وجاء في رسالة بوحيرد »أسمح لنفسي بلفت انتباهك إلى وضعيتي الحرجة، فتقاعدي ومعاشي الضئيل الذي أتقاضاه بسبب حرب التحرير لا يسمحان لي بالعيش الكريم، وكل من البقال والجزار والمحلات التي أتسوق بها يمكن لهم أن يشهدوا على القروض التي يمنحونها لي، أريد أن أشكر بعض أمراء الخليج العربي الذين أعتبرهم إخواني من أجل سخائهم وتفهمهم، حيث عرضوا علي بعفوية وكرم التكفل بكل النفقات العلاجية، لكنني رفضت عرضهم«. مباشرة بعد هذه الرسالة تنقلت يومية »صوت الأحرار« إلى منزل السيدة بوحيرد الذي لا يبعد بكثير عن مقر الرئاسة ووزارة الخارجية لتقصي حقيقة الرسالة، حينها لم تتردد جميلة في تأكيد الخبر، لتعترف أنها استفادت من منحة علاج وتوجهت بالفعل للعلاج في باريس ما بين نوفمبر 2007 وفيفري 2008، لكن المشكل الرئيسي في رأيها كان في سفارة الجزائربفرنسا التي أهانتها وحجزت لها في فندق مهترئ لا يليق بمقامها وعقّدت إجراءات إدارية متعلقة بعلاجها. توالت الأحداث وتدخلت الحكومة الجزائرية من جديد للتكفل بالسيدة بوحيرد التي أبت إلا أن تعالج بأموال جزائرية، لتطير بعدها إلى العاصمة الفرنسية وتخضع لعملية جراحية على القلب، العملية انتهت بنجاح كبير وتطلبت تواجد جميلة بفرنسا لأكثر من شهر، ومنذ حوالي 10 أيام عادت بوحيرد على الجزائر، وهي الآن في فترة نقاهة بعيدا عن صخب العاصمة وعن الأضَواء في انتظار أن تشفى تماما من مرضها.