أعلن السفير الأوكراني بالجزائر فيلاري كيردودا، استعداد بلاده للتعاون مع الجزائر لتطهير المناطق الصحراوية من مخلفات الإشعاعات الناجمة عن التجارب النووية الفرنسية قبل 50 سنة، ويأتي هذا المقترح الأوكراني بعد أيام من تسرب معلومات تؤكد تماطل باريس في الدفع بعمل اللجنة الجزائر وفرنسا المكلفة بالقيام بخبرة ميدانية على المواقع الملوثة وتشخيص إصابة تلك المواقع بالإشعاعات ودرجة خطورتها. قال السفير الأوكراني في الجزائر بأن العلاقات الجزائرية الأوكرانية جيدة وتتجه نحو الأحسن في العديد من المجالات، حيث أعلن عن وجود ثمانية اتفاقيات تعاون جاهزة بين البلدين، »تستعد الحكومتان للتوقيع عليها في أقرب الآجال«، وأوضح السفير أن الاتفاقات الثمانية تخص مجالات الاقتصاد والتجارة والقضاء وكذا البحث العلمي والتعاون الجمركي، بالإضافة إلى الملاحة البحرية والتعاون العسكري، وتطرق فيلاري كيردودا إلى الاجتماع المقبل لمجموعة عمل جزائرية أوكرانية مؤكدا على ضرورة اغتنام هذا اللقاء لبعث تعاون استراتيجي بين البلدين في مجال تكنولوجيات الإعلام والاتصال، حيث قال »إن هذا التعاون سيسمح بوضع أسس ومبادئ آلية تعاون قوية ودائمة خاصة في الانترنيت فائق السرعة وصناعة المضامين وتكوين كفاءات عالية المستوى وتحويل المهارة التكنولوجية«. وعبر في هذا السياق عن ارتياح بلاده للتعاون القائم في المجال التكنولوجي المدرج في إطار الشراكة الإستراتيجية، كما استعرض مختلف مشاريع والأعمال المدرجة في إطار مذكرات التفاهم الموقعة في 2004 و2009 وفي 2010. واستغل ممثل الدبلوماسية الأوكرانية في الجزائر، الندوة الصحفية التي نشطها أول أمس بمقر السفارة لإبداء رغبة بلادها في تطوير التعاون النووي مع الجزائر خاصة في مجال تطهير المناطق الملوثة نوويا، وقال سفير أوكرانيا خلال اللقاء الذي جمعه بمختلف وسائل الإعلام بأن بلاده التي شهدت في الثمانينات من القرن الماضي أسوأ حادثة تفجير نووية في التاريخ المعروفة ب»تشرنوبيل جراء انفجار احد مصانعها النووية في منطقة ترنوبيل« مستعدة لوضع خبرتها في مجال تنظيف المناطق الملوثة نوويا تحت تصرف الجزائر لتنظيف مواقع التفجير النووية الفرنسية في الصحراء الجزائرية«. ويتزامن إعلان السفير الأوكراني عن رغبة بلاده في التعاون مع الجزائر لتطهير الصحراء من إشعاعات التجارب النووية الفرنسية في الجزائر مع ما كشفته وكالة الأنباء الفرنسية قبل أيام نقلا عن مصادر دبلوماسية فرنسية، أفادت أن اللجنة المشتركة التي تشكلت بين الجزائر وفرنسا بعد زيارة الدولة التي قام بها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي للجزائر سنة 2007 والمكلفة بدراسة مخلفات التجارب النووية الفرنسية في منطقة الصحراء الجزائرية، تتماطل في تقديم تقريرها الذي كان ينتظر تسليمه في حدود منتصف السنة الماضية، في وقت أشارت مصادر متطابقة أن تعثر أشغال اللجنة وعدم تقديم باريس نتائج ملموسة في الموضوع، مما أخر إصدار تقرير اللجنة، من بين الأسباب التي جعلت الجزائر تعتذر عن استقبال وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير قبل أسابيع، ومعروف أن من مهام اللجنة الجزائرية الفرنسية القيام بخبرة ميدانية على المواقع الملوثة وكذا جمع البيانات اللازمة والدراسات بغرض تشخيص إصابة تلك المواقع بالإشعاعات وتحديد مدى خطورتها على السكان والحياة البيئية. وتشير المعطيات أن الجزائر تلح على باريس فيما يخص قضية تطهير المناطق الصحراوية الجزائرية الملوثة بالإشعاعات من التجارب النووية الفرنسية وهو ما تؤكده تصريحات وزير الخارجية مراد مدلسي الذي سبق وأن قال »المشكلة ليست قضية تعويضات فقط وإنما تطهير المواقع المشعة أيضا«. وكشف السفير الأوكراني بالمناسبة عن زيارة منتظرة لوفد لرجال الأعمال الأوكرانيين للجزائر منوها بتحسن الظروف السياسية في بلاده التي عرفت تغيرات كبيرة عقب الانتخابات الرئاسية.