أكد المشاركون خلال اللقاء الذي جمع رجال أعمال جزائريين مختصين في مجال الصناعة الصيدلانية مع نظرائهم الفرنسيين، وجود تأخر كبير في مجال تصنيع الأدوية بالجزائر، حيث أن الإنتاج المحلي من المواد الصيدلانية لا يغطي سوى 35 بالمائة من حاجة السوق الوطنية، كما تم إحصاء 98 منتجا في هذا المجال مقابل 139 مستورد. تطرق أمس رجال الأعمال المشاركون في لقاء نظم بإقامة »كلارا« التابعة لسفارة فرنسا بالعاصمة حول فرص الشراكة بين المستثمرين الجزائريين والفرنسيين في مجال صناعة الأدوية وتحويل التكنولوجيا الصيدلانية، إلى واقع إنتاج الدواء في الجزائر، وقد استهل المستشار التجاري بسفارة فرنسابالجزائر ألآن بوطبال مداخلته بتقديم عرض شامل حول الاقتصاد الوطني لتعريف المستثمرين الفرنسيين بمزايا ومعطيات السوق الجزائرية. من جهته أكد أحمد آيت رمضان، ممثلا عن وزارة الصناعة، أن الجزائر تهدف من خلال عقود الشراكة إلى تنويع الإنتاج الوطني في مجال الصيدلة والاستفادة من الخبرة الفرنسية عن طريق ضمان تحويل حقيقي للتكنولوجيا لا سيما وأن الإنتاج المحلي لا يتعدى 35 بالمائة، وفي هذا الصدد أطلع المتعاملين الأجانب بالقوانين الجزائرية الخاصة بالاستثمارات، مشيرا إلى قاعدة 51 بالمائة مقابل 49 بالمائة المعتمدة بالجزائر، وكذا إمكانية العمل لاحقا وفق نظام التراضي للحصول على الصفقات، بالإضافة إلى إعفاءات جمركية وضريبية بالنسبة للمشاريع ذات أهمية وطنية تتراوح بين 5 إلى 10 سنوات. وأضاف المتدخل أن الجزائر تنتظر من المتعاملين الأجانب جلب التكنولوجيا بما يسمح بإنتاج الأدوية وتطوير الصناعة الصيدلانية، كما يجب العمل على تطوير إنتاج الأجهزة الطبية، في وقت تسعى فيه الجزائر إلى تغطية السوق المحلية بنسبة 70 بالمائة وذلك آفاق 2015. أما ممثل مجمع صيدال، فقد كشف عن تخصيص غلاف مالي لفائدة المجمع في إطار التنمية مقدر ب 86 مليون أورو بهدف تطوير مختلف الفروع، خاصة وأن صيدال تعمل على تحديث 5 وحدات وخلق 5 وحدات أخرى، حيث يفترض أن تتضاعف عملية الإنتاج مرتين على الأقل، لتنتقل صيدال من إنتاج 145 مليون وحدة بيع إلى 350 مليون وحدة، وينتقل عدد العمال من 4500 موظف إلى 10 آلاف موظف حتى سنة 2014، علما أن صيدال تغطي السوق المحلية بنسبة 9 بالمائة من حيث الاستهلاك و35 بالمائة كما بما يؤهلها لتصدير بعض منتجاتها. وقد سمحت مختلف المداخلات لعدد من رجال الأعمال الجزائريين والفرنسيين بتقديم عروض وافية، وفي مقدمتها شركة »سانوفي أفان تيس« التي تأتي في مقدمة المنتجين في مجال الدواء ب 320 مليون دولار، »جي أس كا« ب 142 مليون دولار، صيدال 149 مليون دولار، وعليه تبقى الصناعة الصيدلانية بالجزائر دون المستوى المطلوب، الأمر الذي استدعى تنظيم مثل هذه اللقاءات التي تكون بمثابة فضاءات تجمع المستثمرين المحليين بنظرائهم الأجانب بهدف تبادل التجارب والخبرات والنظر في إمكانية إقامة شركات في هذا المجال.