كشف وزير التربية الوطنية، في الاجتماع التنسيقي، الذي عقده الخميس الماضي، مع وزير الشباب والرياضة، حول الرياضة المدرسية، أن رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أعطى تعليمات صارمة، للاهتمام أكثر بالرياضة كممارسة، وكمادة تعليمية في كل الأطوار بالمنظومة التربوية، وقد خُصّصت لهذا الغرض ميزانية 900 مليون دينار بأمر من رئيس الجمهورية شخصيا. تكثف اهتمام وزارة التربية بشكل ملحوظ، في السنوات الأخيرة بمادة التربية الرياضية والبدنية، وقد أقرّت لذلك خلايا ولجان تفكير في هذا الاختصاص، من أجل جعل مادة التربية الرياضية والبدنية مادة إجبارية، في التدريس وفي الامتحانات الرسمية، وغير الرسمية. وقد بذلت وزارة التربية عبر هذه الخلايا واللجان جهودا معتبرة، من أجل بسط أنسب الصيغ لضمان الاحترام الكامل لهذه المادة، التي هي في الأصل أساس التوازن الفكري العقلي والجسدي للتلميذ المتمدرس. وقد وفّقت وزارة التربية في تحقيق الاستراتيجية التي أقرتها بهذا الخصوص، حين جعلت هذه المادة إجبارية في التعليم وفي الامتحانات الرسمية، لاسيما منها امتحاني شهادة البكالوريا والتعليم المتوسط، وألزمت التلميذات المتمدرسات على اجتياز امتحانات هذه المادة على غرار ما هو حاصل مع التلاميذ الذكور، ولم تعد معفية من اجتياز امتحانات هذه المادة إلا التلميذات اللآئي تعفيهن الفحوص الطبية المدققة، والشهادات الطبية المؤكدة المصداقية. ووفق ما جاءت به إحصائيات وزارة التربية لسنة 2009، فإن عدد التلاميذ الذين امتحنوا في مادة التربية البدنية والرياضية، ارتفع بكثير عما كان عليه من قبل، حيث بلغ عدد التلاميذ النظاميين المعنيين بالامتحان في هذه المادة في بكالوريا 2009 ما يساوي أكثر من 247 ألف تلميذ وتلميذة من المترشحين، وهو ما يعادل نسبة 94 بالمائة من مجموع المترشحين، وبلغ عدد الأحرار ما يساوي 125788 مترشح، وهو ما يساوي نسبة 69.43 بالمائة، فيما بلغ عدد الممتحنين النظاميين في هذه المادة في امتحان شهادة التعليم المتوسط أزيد من 526 ألف مترشحا، بنسبة 95 بالمائة من مجموع المترشحين، وقد تزايد هذا العدد في الامتحانات الرسمية للسنة الجارية. وما تجدر الإشارة إليه، أن هذا التوجه الجديد، يأتي في ظل الاهتمامات المتزايدة، التي أدرجتها وزارة التربية، والدولة، عموما بالرياضة، من خلال تجسيد ما أقره الإصلاح التربوي، الذي وسّع بشكل كبير دائرة الاهتمام بالرياضة، وتجلى ذلك في الصفة الإلزامية التي أصبحت عليها مادة الرياضة البدنية في الامتحانات الوطنية الرسمية للإناث كما هو للذكور. وكشف بن بوزيد قبل يومين فقط عن أن رئيس الجمهورية نفسه مهتم بهذا الجانب الهام في المنظومة التربوية، وقد أمر بتخصيص ميزانية 900 ألف دينار، للتكفل والنهوض بهذا الجانب. ويبدو أن الاجتماع الأخير المشترك الذي جمع بين وزير التربية أبو بكر بن بوزيد ، ووزير الشباب والرياضة الهاشمي جيار يدخل ضمن هذا الاهتمام المتزايد، وأن اللجنة التقنية المشتركة، المنصّبة بين وزارتي التربية والشباب والرياضة سوف تمكّن من خلق واقع جديد للرياضة والتربية البدنية والرياضية في الجزائر، خصوصا إذا التزمت وزارة الشباب والرياضة بما تعهدت به من استعداد لتجهيز المؤسسات التربوية للعاصمة بالوسائل والمعدات والمستلزمات الرياضية كمرحلة أولى، وتعميم هذه العملية لاحقا على باقي ولايات الوطن، مثلما قال حسن كنوش مدير الرياضة بالوزارة. وحسب قناعة وزير التربية، فإنه لا يُمكنُ النجاح في الإصلاحات التربوية دون أخذ لاحتياجات الأطفال بعين الاعتبار، في الميدان الرياضي، عبر المؤسسات المختصة في هذا المجال، وهذا تحديدا هو الأمر الذي حتّم على وزارة التربية الوطنية إعداد برنامج خاص بهذا الأمر.