أكد وزير النقل عمار تو، أنه لا وجود لأي اتصالات مع القراصنة الذين احتجزوا سفينة الشحن »أم.في. البليدة« في الفاتح من شهر جانفي الجاري والتي كان على متنها 27 بحارا منهم 17 من جنسية جزائرية، وأشار إلى إمكانية تحديد مكان تواجد السفينة بواسطة نظام »كوس« في أي وقت، والتي رصدت بالمياه الدولية القريبة من الصومال، فيما لم يتضح إن كانت متجهة نحو الصومال أو نحو وجهة أخرى. قال عمار تو في تصريح على هامش يوم برلماني حول السلامة المرورية أمس، أنه لا يوجد أي اتصال مع مدبري عملية القرصنة لأنهم لا يقيمون أي اتصال، وأضاف »يمكن أن نعرف مكان تواجد الباخرة التي كانت ترفع علم الجزائر في أي وقت لأننا نملك نظام »كوس« كترتيب يقظة لضمان أمن السفن والذي يمكننا من تحديد مكان الباخرة، خاصة وأن القراصنة -لحسن الحظ- لم يقوموا بعد بقطع نظام الاتصال الموجود على متن السفينة. وفي هذا السياق أوضح الوزير أنه بفضل هذا النظام يمكن الحصول على كافة المعلومات الخاصة بالسفينة ورقم تسجيلها كونها مسجلة عبر العالم، مما سمح برصد السفينة بالمياه الدولية القريبة من الصومال، وأضاف، أن وزارة النقل تطور من نظام الرصد الخاص بالبواخر، من خلال إدراج تقنيات تمكن من ترقب ورصد جميع التفاصيل التي قد تطرأ على ظهر السفن وتحدد صورا للأشخاص، بما يمكن من استخدامها فيما بعد لصالح الجزائر. وأكد تو في رده على أسئلة الصحفيين، على الاهتمام الذي توليه الحكومة لضمان سلامة المختطفين، وقال »إن الأمر يتعلق ب 17 بحارا من أبنائنا«، وبخصوص إمكانية قيام الجزائر بدفع فدية لإنقاذ المختطفين، قال وزير النقل »لا أستطيع الحديث في هذا الموضوع، أنا وزير النقل ;لست الحكومة«. كما رفض الوزير الحديث عن استهداف السفينة »بليدة« لكونها جزائرية وقال لا يمكن التأكد من أن العملية مدبرة أو غير مدبرة لكن المؤكد أنها محتجزة. وكان المدير العام للشركة المجهزة للسفن »إي بي سي «، ناصر منصوري، قد أكد أول أمس أن لا وجود لحد الساعة لأية أخبار عن الرهائن الذين كانوا على متن سفينة »أم.في البليدة« والتي اختطفت السبت الفارط في حدود منتصف النهار وكانت تحمل علم الجزائر، كما أوضح المجهز أن القراصنة الصوماليين لم يعتادوا الوصول إلى هذه المناطق البحرية التي كانت بها السفينة الجزائرية والتي تعتبر مناطق مؤمنة من طرف المنظمة العالمية للبحرية. واعتبر مجهز سفينة »البليدة«، أن ما فعله القراصنة الصوماليون يعد سابقة، لأنهم لم يعتادوا الوصول إلى مثل هذه المناطق البحرية التي وجدت فيها سفينة »البليدة«، حيث أنها لم تكن تبعد إلا ب 300 ميل بحري عن شاطئ سلطنة عمان، وهي مناطق يفترض أنها مؤمنة ولا تصل إليها يد القراصنة الذين ينشطون في مجال محدود ومعروف على المستوى العالمي. وعن الاتصال بسفينة البليدة، قال ناصر منصوري، إن آخر اتصال تلقيناه من على طاقم السفينة كان على الساعة الثالثة والنصف زوالا بتوقيت الجزائر، والسادسة والنصف حسب التوقيت الخاص بمكان تواجد الباخرة المختطفة، حيث أكدت المراسلة أن هناك أربعة مسلحين على متن الباخرة، كما أننا لم نتمكن من تحديد إن كانت المراسلة قد تمت بطلب من المختطفين أو بمبادرة من طرف أحد البحارة. ويشار إلى أن الحكومة الجزائرية قد شكلت خلية أزمة تضم وزارتي الخارجية والنقل بالإضافة إلى الشركة الوطنية للملاحة البحرية »كنان« من أجل جمع المعلومات ومباشرة الاتصالات لضمان سلامة البحارة الجزائريين الذين كانوا على متن سفينة الشحن »أم. في. البليدة« التي تعرضت إلى عملية قرصنة في عرض البحر وهي متجهة إلى ميناء مومباسا بكينيا. وكانت السفينة، مثلما أفاد بيان لوزارة الخارجية، محملة ببضائع وتمت قرصنتها بمنطقة دولية بالقرب من المياه الإقليمية لسلطنة عمان بعد انطلاقها من ميناء صلالة التابع للسلطنة.