أكد رئيس البنك العالمي روبرت زوليك أن ارتفاع أسعار المنتجات الغذائية الأساسية يشكل تهديدا على النمو العالمي، داعيا مجموعة ال20 إلى التحرك لمواجهة الوضع، حيث أشار إلى أن أسعار هذه المواد ارتفع بنسبة 25% خلال شهر ديسمبر 2009 وهو ما أدى إلى انتشار موجات الغضب في بعض الدول من بينها الجزائر. واعتبر رئيس البنك العالمي أن ارتفاع أسعار المنتوجات الغذائية الأساسية يشكل تهديدا على النمو العالمي، مؤكدا أن الأرقام التي نشرتها منظمة الأممالمتحدة للتغذية والفلاحة »الفاو« تشير إلى أن تكاليف تشكيلة من المنتوجات الغذائية قد تجاوزت حاليا ذروة الأسعار المسجلة خلال 2008 مما ينعكس سلبا على الفقراء الذين يعدون أول المتضررين بهذا الارتفاع، مضيفا أنه من دون تحرك عالمي فإن سكان البلدان الفقيرة سيحرمون من الغذاء الكافي والنوعي كما سيكون لذلك انعكاسات مأسوية على الأفراد وعلى ازدهار البلدان. وأكد ذات المسؤول أنه ينبغي على مجموعة ال20 أن تمنح الأولوية للمنتوجات الغذائية، موضحا أن اتخاذ المجموعة لإجراءات فعلية قد يساهم في تحسين وضع مئات الملايين من الأشخاص، مشددا على أن الهدف الرئيسي يتمثل في ضمان استفادة الأشخاص والبلدان الأكثر فقرا من المنتوجات الغذائية وأن مجموعة ال20 بإمكانها أن تحقق هذا الهدف باتخاذها لبعض الإجراءات. وفي ذات السياق، دعا روبرت زوليك إلى تسهيل الاستفادة من معلومات حول نوعية وكيمة المخزون من الحبوب، موضحا أن الحصول على هذا النوع من المعلومات يؤدي إلى استقرار على مستوى الأسواق ويساعد في التخفيف من حدة ارتفاع الأسعار، مضيفا أن المؤسسات المتعددة الأطراف بإمكانها أن تساعد على تحديد أعمال من شأنها أن تحسن الشفافية، كما أنه بالإمكان تركيز العمل على تحسين توقعات الأرصاد الجوية على المدى الطويل لا سيما في إفريقيا، مؤكدا أن توقعات الأرصاد الجوية في البلدان الفقيرة حيث يتوقف المردود على كمية الأمطار المتساقطة ستسمح للفلاحين من التخطيط بشكل أفضل واستباق الاحتياجات في مجال المساعدة. وأكد مدير البنك العالمي ضرورة تعميق الفهم في العلاقة بين الأسعار الدولية والأسعار المحلية في البلدان الفقيرة، مذكرا بأن عوامل مثل تكاليف النقل ونوع الزراعات ومعدلات الصرف قد تفسر ارتفاع الأسعار المحلية مقارنة بالأسعار الدولية، حيث اقترح إنشاء احتياطات إنسانية إقليمية صغيرة في البلدان المهددة بالكوارث الطبيعية، مشددا على وجوب إنشاء احتياطات استراتيجية بحيث يوكل تسيير هذه الاحتياطات الى البرنامج الغذائي العالمي وذلك في البلدان المهددة بالأزمات الغذائية والتي تعاني من نقص وسائل النقل. وسبق لمنظمة الزراعة والتغذية العالمية »الفاو« وأن أعلنت نهاية الأسبوع المنقضي أن أسعار المواد الغذائية الأساسية قد بلغت أرقام قياسية في شهر ديسمبر، حيث بلغ متوسط مؤشر منظمة الفاو لأسعار المواد الغذائية في شهر ديسمبر الماضي 214.7 في الوقت الذي تجاوز المؤشر المستوى الأعلى السابق 213.5 نقطة المسجل في شهر جوان 2008، حيث ارتفعت أسعار المواد الغذائية الأساسية المسجلة في شهر ديسمبر 2010 ب25% مقارنة بسنة 2009.