احتضن قصر الثقافة والفنون لولاية سكيكدة فعاليات الاحتفال بأربعينية المرحوم المفكر الجزائري ، سكيكدي المسقط "مالك شبل " ، والذي أشرفت مؤسسة الفقيد على تنظيم حفل تأبينيي بهذه المناسبة. وقد حضر الحفل ابن المرحوم ميكائيل وأصدقاءه ونخبة من الأساتذة والدكاترة ووجوه ثقافية في مجال الفكر والأدب، بالإضافة إلى السلطات الولائية وقد صرّح ميكاييل ابن المرحوم في كلمة ألقاها بالمناسبة بأنه سيواصل أبحاث والده حول الاسلام دين التنوير ، كاشفا عن تنظيم ملتقى دولي سنوي يخصص للبحث ومناقشة أفكار مالك شبل واختير له تاريخ وفاته، داعيا جميع المثقفين و الباحثين الأكاديميين للمساهمة في استكمال ما بدأه والده. من جهته صرح رئيس المجلس الشعبي الولائي، بأن المساعي جارية لتسمية قصر الثقافة والفنون باسم المرحوم مالك شبل تطبيقا لتوصيات وزير الثقافة. هذا وأشار الدكتور والكاتب أحسن تليلاني عميد كلية الاداب والللغات بجامعة 20 أوث 1955 بسكيكدة في كلمة ألقاها بالمناسبة عن وضعية المثقف الجزائري المزرية بقوله : "لو لم يعترف به العالم الغربي لما اعترف به هنا بالجزائر، وقدم أمثلة كثيرة على ذلك كالكاتبة والمفكرة الراحلة آسيا جبار وغيرهم. وكان المرحوم من أشد الداعين إلى الحوار بين الحضارات والأديان وأيضا إلى عصرنة الفكر الإسلامي ليتماشى مع النهضة الغربية أو كما يسميه "الإسلام الليبيرالي " و "الإسلام التنويري " وله مؤلفاته بالفرنسية والانجليزية ترجمت كتبه للعديد من اللغات بينها "الجسد في الإسلام "، "تكون الهوية السياسية "، "الفكر العربي الإسلامي "، "أبناء إبراهيم المسلمون واليهود والمسيحيون ". وللاشارة فإن الفقيد ولد في 32 أفريل 1953 بسكيكدة، وتوفي بفرنسا يوم 12 نوفمبر 2016 عن عمر يناهز 63 سنة، بعد مرض عضال، وأنا الفقيد حسب شهادات مقربين منه و أصدقاء دراسته لم ينل التحفيز هنا في الجزائر بل لم ينل حتى حقوقه لمّا رجع الوطن بعد حصوله على الدكتوراه ليدرّس بجامعة قسنطينة ، الأمر الذي جعله يرجع أدراجه لفرنسا ليزاول دراسته وأبحاثه و قد اعترفت له فرنسا بتلك الأبحاث بل قد أثر في الفكر الأوربي عامة و أثبث لهم أن الاسلام ليس دين جهل وارهاب كما يفهمه الغرب بل هو دين علم وتنوير، وقد ثرجمت أبحاثه لعديد اللغات ،و أضاف ميكاييل ابن الفقيد أن ساركوزي قد طلب من الفقيد شخصيا منحه الجنسية الفرنسية لكن مالك رحمه الله رفض ذلك لوطنيته العالية ولامتداده الأول والأخير للجزائر الأم.