دعا وزير الشؤون الخارجية صبري بوقدوم إلى العدالة في توزيع اللقاحات المضادة لفيروس كورونا، بشكل يتيح للدول حماية وتحصين الفئات الهشة والعمال بالقطاع الصحي. وأوضح بوقدوم في كلمته خلال ترؤسه لاجتماع مجلس السلم والأمن الإفريقي، أن استمرار الجائحة كشف عن تحديات كثيرة نتيجة عدم المساواة في الحصول على اللقاحات، مؤكدا أن إفريقيا تأثرت كثيرا بسببقومية اللقاح، حيث لا تتوفر اللقاحات بكميات كبيرة بشكل يعرّض الفئات ذات الأولوية للخطر. واعتبر بوقدوم أن الصورة العالمية في طريقة تسيير ملف اللقاحات محبطة كثيرا، بعدما استولت الدول ذات المداخيل المرتفعة والمتوسطة على 84 بالمائة من اللقاحات، وبشكل يفوق حاجياتها كثيرا، تاركة دولا تكافح لحماية الفئات الضعيفة وعمال الصحة. ترأس وزير الشؤون الخارجية،صبري بوقدوم، أمس إجتماعا وزاريا لمجلس السلم والأمن للإتحاد الإفريقي، تناول الصعوبات التي تواجهها دول القارة لاقتناء اللقاحات المضادة لفيروس كورونا المستجد وتداعيات هذا الأمر على الأمن الإنساني في إفريقيا، وأكد بوقدوم في السياق، ضرورة أن تتلقى جميع الدول اللقاحات التي تسمح لها بحماية الفئات ذات الأولوية. أوصى المشاركون في الاجتماع بتكثيف التعاون الدولي وتقاسم جرعات اللقاحات بشكل منصف. وأفاد بيان لوزارة الشؤون الخارجية، أمس، أن الاجتماع ناقش سبل معالجة هذه الإشكالية قصد ضمان تزويد جميع الدول الإفريقية بهذه اللقاحات والتعافي من الآثار السلبية التي أفرزتها الجائحة. وبالمناسبة ثمن المشاركون مبادرة الجزائر في عقد هذا الاجتماع الهام، معبرين عن قلقهم إزاء الاختلال الخطير في توزيع اللقاحات على الصعيد العالمي وعدم إتاحتها لجميع الدول بشكل منصف وعادل، مثلما هو الحال بالنسبة للقارة الإفريقية التي تشهد تأخرا في حملة التطعيم ضد فيروس كرونا. وحسب بيان الوزارة، فقد أكد جميع المتدخلين أن هذا الوضع من شأنه أن يطيل أمد الجائحة ويعرقل الجهود الرامية للتعافي من آثارها ويعقد من وقع تداعياتها السلبية المهددة للأمن والاستقرار، خاصة في البلدان الإفريقية التي تعيش أزمات ونزاعات مسلحة. وخلص الاجتماع إلى جملة من التوصيات دعا خلالها المتدخلون إلى ضرورة تكثيف التعاون الدولي وتقاسم جرعات اللقاحات شكل منصف من خلال آلية كوفاكس، التي تحتاج لمزيد من التمويل من طرف الدول ذات الدخل المرتفع. كما ناشد المشاركون برفع وتيرة إنتاج اللقاحات من خلال تقاسم التكنولوجيا ومشاطرة الملكية الفكرية. في هذا الصدد، نوه المشاركون بالمبادرة الهادفة للإعفاء من بعض أحكام الاتفاق المتعلق بجوانب حقوق الملكية الفكرية المتصلة بالتجارة،للتوسيع من قدرات إنتاج اللقاحات عبر العالم. ودعا المشاركون إلى العمل على بناء وتطوير قدرات الدول الإفريقية في إنتاج جميع أنواع اللقاحات لدعم الأمن الصحي في إفريقيا والقضاء على التبعية للخارج في مجال اللقاحات والأدوية بصفة عامة. وذكرت وزارة الشؤون الخارجية، بأنه في إطار ترأسها لمجلس السلم والأمن للإتحاد الإفريقي خلال شهر ماي، قامت الجزائر ببرمجة اجتماعات هامة لمناقشة المخاطر التقليدية والمستجدة التي تهدد الأمن والسلم في القارة، وهذا إيمانا منها بقدرات الدول الإفريقية في بلورة حلول فعالة لمجابهة التحديات المتشعبة التي تواجهها بعيدا عن التدخلات الأجنبية والمناورات الرامية لإقصاء المنظمة القارية من المساهمة في فض النزاعات والأزمات.