يُشارك الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بداية من اليوم في ثلاث قمم افريقية هي الدورة العادية ال17 لندوة رؤساء دول وحكومات الاتحاد الافريقي، إضافة إلى قمة النيباد، وكذا قمة رؤساء منتدى الآلية الإفريقية للتقييم من قبل النظراء، وكان بوتفليقة وصل مساء أمس إلى عاصمة غينيا الاستوائية، ملابو، ويُرتقب أن يلتقي على هامش هذه القمم بعدد من الرؤساء الأفارقة لبحث الأوضاع الصعبة التي تعيشها القارة، بما في ذلك الأزمة الليبية، في هذا السياق، تجتمع اليوم لجنة الوساطة الافريقية المتكونة من خمس رؤساء لبحث التطورات في هذا البلد. مبعوث »صوت الأحرار« إلى غينيا الاستوائية: فريد بعيط تشهد عاصمة غينيا الاستوائية منذ مساء أمس وصول الوفود الرسمية والرؤساء المُشاركين في القمم الافريقية الثلاث، التي تُعقد لأول مرة في هذا البلد، ما جعله يعيش خلال اليومين الأخيرين على وقع تسريع وتيرة إنهاء التحضيرات الجارية منذ فترة لاستقبال هذا الحدث، وقد زُينت الطرق الرئيسية للعاصمة، ملابو، بالرايات الرسمية للدول وصور الرؤساء المُشاركين، بحيث لوحظ إدراج حتى صورة الرئيس الليبي، معمر القذافي، ضمن الصور المُعلقة على طول الطريق المُؤدي إلى مكان انعقاد هذه القمم. وقد حل مساء أمس الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بغينيا الاستوائية، ويُنتظر أن يُسجل تدخلات يُبرز من خلالها مواقف الجزائر خلال هذه اللقاءات التي تأتي في ظروف حساسة تمر بها القارة الافريقية بصفة عامة والدول العربية المتواجدة بها بصفة خاصة مثلما هو الشأن بالنسبة لليبيا، تونس ومصر، وعليه تم اختيار شعار »تمكين الشباب لتحقيق التنمية المستدامة« كعنوان أساسي للقمة العادية ال17 لرؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي التي تُعقد بداية من الغد والتي ستُخصص لمناقشة تحديات تفعيل دور الشباب في تحقيق التنمية الاقتصادية في القارة الأفريقية، بحيث يُرتقب النظر في مواثيق ومعاهدات الاتحاد الافريقي المتعلقة بالشباب ومدى تطبيق الدول الأعضاء لها، إضافة إلى استعراض أهم التشريعات القانونية والمبادرات الاجتماعية الرسمية وغير الرسمية في الدول الأعضاء لتمكين الشباب في القارة الأفريقية. وستُناقش القمة عددا من المسائل والتحديات الأخرى السياسية والاقتصادية التي تواجه الدول الأفريقية، لا سيما الأزمة في ليبيا والمساعي الأفريقية لحلها والوضع في منطقة أبيي بين شمال السودان وجنوبه والوضع في الصومال وساحل العاج وغيرها، وبالرغم من كون تطورات الوضع في ليبيا تفرض نفسها على القمة، وهو الملف الذي سيحظى باهتمام الرؤساء الأفارقة بالنظر إلى الخطر الذي أصبح يُشكله على منطقة المغرب العربي بالدرجة الأولى وافريقيا بصفة عامة، إلا أن التصريحات الرسمية حول هذا الملف بقيت متحفظة جدا. وفي هذا السياق، يُنتظر أن تجتمع اليوم لجنة الوساطة المعينة من قبل الاتحاد الافريقي لحل الأزمة الليبية، والتي كانت اجتمعت الأيام الأخيرة في جنوب افريقيا، مع العلم أن اللجنة تضم رئيس جنوب افريقيا، زوما، والرئيس الموريتاني، محمد ولد عبد العزيز، ودينيس ساسو نغيسو رئيس الكونغو وأمادو توماني توريه، مالي، ويويري موسيفيني، رئيس اوغندا. كما سيتم اليوم على هامش قمة لجنة رؤساء الدول والحكومات المكلفة بتوجيه المبادرة الجديدة من أجل التنمية في إفريقيا، نيباد، إحياء الذكرى ال10 لإطلاق هذه المبادرة الإفريقية، علما أن هذا اللقاء يأتي بعد لقاء الثمانية الكبار المنعقد نهاية ماي الماضي بمدينة دوفييل الفرنسية بمشاركة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي كان أكد في كلمة ألقاها هناك، أن القارة الإفريقية تتوقع من شركائها مزيدا من التعاون من أجل تعزيز قدراتها، في سياق متصل، يُرتقب أن تشهد قمة رؤساء دول وحكومات منتدى الآلية الإفريقية للتقييم من قبل النظراء انضمام غينيا الاستوائية بحيث سيرتفع عدد الدول الممثلة إلى 31 دولة. وتحضيرا للدورة ال17 لرؤساء دول الاتحاد الافريقي، التي سثُعقد بداية من الغد وتدوم يومين، انعقدت على مدار الثلاثة أيام الماضية الدورة العادية التاسعة عشر للمجلس التنفيذي بمشاركة الوزير المنتدب المكلف بالشؤون الافريقية والمغاربية، عبد القادر مساهل، بحيث انتهت بانتخاب الحقوقية الجزائرية، مايا ساحلي، عضو بلجنة الاتحاد الافريقي لحقوق الانسان والشعوب، علما أن الدورة ناقشت أجندة القمة والتقارير الوزارية القطاعية المختلفة التي نظمتها المفوضية خلال الست أشهر الماضية، كما تم بحث التقرير المرحلي حول عمل اللجنة الوزارية المعنية بانتخاب أعضاء المفوضية في جانفي 2012. وعلى هامش هذه اللقاءات يُرتقب أن يلتقي الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بعدد من الرؤساء الأفارقة وكذا رؤساء الحكومات المُشاركة.