تفاجأت العديد من العائلات بوهران بعد استعمالها للتوابل المقتناة من بعض الباعة لخلطها بالأتربة ومسحوق الاسمنت ممّا أفقدها رائحتها وفاعليتها في إعداد الطعام، وهي الحيل التي يلجأ لها بعض التجّار لدرّ الأرباح نظرا لارتفاع أسعارها والطلب الكبير عليها في رمضان موهمين الزبائن بأنّها مستوردة من الهند وباكستان والمغرب. تشهد الأسواق ومحلات بيع التوابل، في رمضان، إقبالا كبيرا من قبل العائلات الوهرانية التي أصبحت تتوافد على الأسواق وتتهافت بشكل كبير لشراء التوابل لتحضير أطباق متنوعة لوجبات الفطور، خصوصا بسوق المدينةالجديدة أين يتواجد باعة "العطور" الذين يدّعون أنّ التوابل التي يروّجونها مستوردة من الهند وباكستان والمغرب، بعدما كانت تقتصر في السابق على التوابل المغربية، لكنّ جودة التوابل ليست متوفرة لدى جميع الباعة، حيث تفاجأت بعض ربّات البيوت بمجرّد استعمالها أنّها غير ذات فاعلية وبرائحة غير قويّة، الأمر الذي فسّره بعض العارفين بخبايا تجارة التوابل أنّه يتّم الغشّ في نوعيتها عن طريق خلطها بمسحوق الإسمنت والأتربة للزيادة في ميزانها، مع العلم أنّ سعر الحرور مثلا يصل إلى 700 دج للكيلوغرام، وهو ما يستدعي التدخّل العاجل لفرق مراقبة الجودة ومكافحة الغشّ التابعة لمديرية التجارة من أجل الوقوف على هذه التجاوزات التي قد تؤدّي إلى مضاعفات صحيّة لدى المستهلكين وتشكّل خطرا على حياتهم. وتعرف سوق التوابل انتعاشا غير مسبوق في رمضان خصوصا مع ظهور وصفات جديدة لا يعرف سرّها غير الباعة وهي توابل تحضّر خصّيصا لتحضير أطباق معيّنة عن طريق مزج أنواع محدّدة منها، مثلا أطباق الحريرة، الحلو، السمك، السلطة، وغيرها وهي مرتفعة الأثمان مقارنة بباقي التوابل التقليدية، وتعرف إقبالا منقطع النظير نظرا للنكهة التي تضفيها على الأطباق. ويقول الباعة أنّ أجود التوابل عموما يتم جلبها عبر الشريط الحدودي الغربي لمدينة مغنية ليتم تسويقها بمختلف ولايات الوطن، لما لها من نكهة خاصة متميزة. وتتشكل هذه التوابل من المواد المركبة العطرية، والتي لها مذاق خاص، فيما يتم استيراد، أنواع جديدة من التوابل منها نوع خاص يسمى ب »الكيري«، ويقدر سعره ب 2000 دج للكيلوغرام الواحد، والذي يتم جلبه من الهند وباكستان اللتان تشتهران بزراعة هذه الأنواع من التوابل التي تحظى بشعبية كبيرة وسط كل شرائح المجتمع، والتي لا تستغني عنها وجبات العائلات الهندية، في الوقت الذي يكثر الطلب على هذه التوابل في شهر رمضان دون غيره بالنسبة للعائلات الجزائرية، خاصة سكان ولايات الغرب التي تتوافد على محلات العطارة الصحراوية.