كشف وزير الفلاحة والتنمية الريفية عن سلسلة من الإجراءات لها صلة بالمشاكل التي يعرفها القطاع الفلاحي بولاية بشار. وفي إطار الزيارة الميدانية التي قادته إلى هذه الولاية أشار إلى تخصيص 400 مليار سنتيم لدعم الفلاحة بها، معلنا في نفس الوقت عن قرار إعادة بعث سهل العبادلة من جديد، الذي تضرر بفعل نقص مياه الوادي القادم من المغرب. مبعوث »صوت الأحرار« إلى بشار: عمر دلاّل قام أول أمس وزير الفلاحة والتنمية الريفية رشيد بن عيسى بزيارة عمل إلى ولاية بشار، حيث كشف عن سلسلة من الإجراءات التي من شأنها إعادة الحياة إلى القطاع الفلاحي في هذه الولاية الحدودية. ويعد قرار إعادة بعث سهل العبادلة الذي يتربع على أكثر من 800 هكتار واحد من بين أهم القرارات التي حرص وزير القطاع على اتخاذها، وذلك النظر إلى الأضرار الكبيرة التي لحقت بهذه المنطقة التي كانت في وقت سابق مصدر تموين بأهم المنتجات الفلاحة للجنوب الغربي للبلاد. ويذكر هنا أن السد الذي أقيم في الأراضي المغربية حال دون وصول مياه الوادي العابر للمنطقة، ما أثر سلبا على الأراضي الفلاحية وحتى على السكان الذين هجر جزء كبير منهم المنطقة نتيجة هذه الظروف. وفي إطار سياسة التجديد قررت وزارة الفلاحة إعادة بعث محيطات هذا السهل، وفي هذا السياق أشار وزير الفلاحة في تصريح ل »صوت الأحرار« أن الولاية استفادت من غلاف مالي يقدر ب400 مليار سنتيم من أجل إعادة بعث الفلاحة فيها، خصوصا بسهل العبادلة، حيث اعتبر أن هذا القرار يسعى إلى تثبيت السكان في مناطقهم إلى جانب إعادة الدور الذي كان يلعبه هذا السهل في تزويد المنطقة بمختلف المنتجات الفلاحية. ودعا خلال اللقاء الذي جمعه بممثلي القطاع ومنتجي الولاية سكان وفلاحي المنطقة إلى العودة إلى أراضيهم والاستفادة من الدعم والإجراءات التي خصصتها الدولة في إطار سياسة التجديد الفلاحي والريفي، مؤكدا في نفس الوقت أن هذا السهل أصبح بالنسبة للجزائريين عبارة عن رمز لخصوبة الأرض. وموازاة لذلك أعلن وزير الفلاحة والتنمية الريفية رشيد بن عيسى عن إجراءات أخرى لها صلة الموضوع، على غرار إعادة تهيئة وترميم سد التحويل الواقع سهل العبادلة، إلى جانب تخصيص 30 مليار سنتيم لتهيئة الحاجر المائي الموجود بمنطقة العوينة، مشيرا في ذات السياق إلى قرار إنشاء حوالي 60 بئرا ارتوازيا لفائدة الموالين من مربي الإبل في المنطقة، داعيا في هذا الإطار إلى التعاون مع المعنيين من أجل تحديد أماكن إقامة هذه الآبار بغية حماية الثروة الحيوانية. وخلال زيارته الميدانية توقف وزير الفلاحة وحدة إنتاج حليب الأكياس ببلدية إيغلي، حيث أثنى على الجهود التي يبذلها عمال الوحدة لرفع الإنتاج الذي وصل إلى أزيد من 11 مليون لتر من الحليب إلى غاية 25 أكتوبر 2011، في حين وصل الإنتاج العام الماضي إلى أزيد من 9 ملايين لتر. وقد اغتنم مسيرو الوحدة تواجد الوزير من أجل طلب دعم الوحدة بالحليب الجاف، ولكن دون دعم، وذلك من أجل تمكينهم من إنتاج اللبن ومشتقات الحليب. ونزولا عند طلب الفلاحين وتأكيد والي ولاية بشار قرر وزير الفلاحة والتنمية الريفية منح الولاية 50 كيلومترا من الكهرباء الفلاحية، لتضاف إلى 60 كيلومترا الموجودة في طور الإنجاز. وقد أعلن رشيد بن عيسى أنه إذا أنجزت هذه البرامج في آجالها فإن الوزارة ستمنح الولاية 50 كيلومترا إضافية خلال العام 2012، داعيا في ختام زيارته إلى هذه الولاية للمشاركة في رفع تحدي الأمن الغذائي للبلاد، على اعتبار أن ولاية بشار لا تشارك في الوقت الحالي إلا بقيمة إنتاجية تتراوح بين 8 إلى 10 مليار دينار هو ما اعتبره المسؤول الأول عن القطاع ب»غير الكافي«.