رأت صحيفة ال»غارديان« البريطانية أن رئيس الوزراء الليبي عبد الرحيم الكيب قد جرّ بلاده إلى طرق وعرة في رحلتها نحو الديمقراطية عندما تجاهل الإسلاميين في التشكيلة الحكومية التي أعلنها مؤخرا. وطبقا للصحيفة، فإن المفاجأة الكبرى كانت تعيين أسامة الجوالي قائد ثوار الزنتان وزيرا للدفاع على حساب الإسلامي حكيم بلحاج. يُذكر أن الجوالي هو قائد بارع، أسس مليشيا من مدينة الزنتان التي رغم صغر حجمها فإنها اضطلعت بدور محوري في اقتحام العاصمة طرابلس في أوت الماضي، لكن الرجل لا يتمتع بسجل سياسي على مستوى ليبيا. وتنسب غارديان لمصادر في الزنتان التي تقع غربي ليبيا، أن قيادات المدينة طالبوا بثمن لتسليم سيف الإسلام ابن العقيد الراحل معمر القذافي، الذي ألقى مقاتلو الزنتان القبض عليه منذ أيام وما يزال محتجزا بمكان سري في المدينة. وقد كان الخاسران الأكبران في تشكيلة الكيب هما علي الترهوني وعبد الحكيم بلحاج، حيث لم يحصلا على أي حقيبة وزارية. وكان من المتوقع أن يحصل الاقتصادي الإستراتيجي الترهوني على حقيبة المالية، خاصة وأنه شغل منصب وزير المالية والنفط والغاز بالوطني الانتقالي. أما بلحاج فقد وصفته الصحيفة بأنه كان مرشحا لنيل حقيبة الدفاع، وهو مقاتل سابق بصفوف طالبان وسجن بليبيا وغوانتانامو ثم قاتل القذافي بالثورة التي انتهت بمقتل العقيد. وقد برزت حظوظ بلحاج بعد أن أعلن بوضوح أنه يؤيد الديمقراطية وحكم القانون. ومن المرجح أن تحظى تشكيلة الحكومة الجديدة برضا الدول الغربية الداعمة التي كانت تخشى من صعود بعض الإسلاميين »المتشددين«. وكان رئيس الانتقالي مصطفى عبد الجليل قد أعلن بوقت سابق أن الشريعة الإسلامية ستكون مصدر التشريع. وترى الصحيفة أن عدم إسناد حقيبة لبلحاج يثير أسئلة عن مدى قدرة الحكومة على الصمود بالمرحلة الانتقالية، والتي ستكون مهمتها الرئيسية صياغة مسودة دستور جديد وتنظيم انتخابات العام المقبل.