بعد مرور أسبوع على كارثة الفيضانات الغادرة بغرداية، سادت حالة من التذمر والغضب في أوساط المنكوبين على مستوى البلديات المتضررة، حيث هدد بعض المواطنين بالاعتصام أمام مقر الولاية إذا استمرت الظروف على ما هي عليه. مبعوثتنا إلى غرداية: سهام مسيعد أما أسباب الاحتجاج فقد تمحورت في غالبيتها على المطالبة بفتح بعض الطرق من أجل فك العزلة عن المواطنين، وهو ما حدث في حي تمو ببلدية العطف التي تبعد حوالي 10 كيلومترا عن مقر الولاية، حيث احتشد السكان مساء أول أمس أمام مقر البلدية مطالبين بضرورة إعادة فتح الطريق المؤدي غلى هذا الحي، وهو الطلب الذي تم تلبيته على الفور من طرف وحدات الجيش الوطني الشعبي الذي سارع إلى فتح الطريق. غير أن إعادة فتح الطرق ليس المشكل الوحيد الذي يعاني منه المواطنون المنكوبون في غرداية، إن مرور الوقت أدى إلى بداية ظهور الأمراض الناجمة عن روائح الجيف من الحيوانات الت تم انتشال 40 منها أمس على مستوى بلدية العطف، والروائح الملوثة، وأمام هذا المشكل وعلى الرغم من الجهود التي تبذلها الدولة في توفير اللقاح الواقي من هذه الأمراض إلا أن عدد المنكوبين الذين يعدون بالآلاف حال دون التوزيع الجيد لهذه اللقاحات، فعلى مستوى منطقة الغابة التي تعتبر أكثر المناطق تضررا بالنظر إلى احتلالها المرتبة الأولى من حيث عدد القتلى حصيلة القتلى الذي بلغ 47 من بينهم 9 بإيموضان، و17 ببوشمجان مازال المنكوبون الذين تم إجلاؤهم إلى بعض المدارس ينتظرون وصول المساعدات التي أكد لنا أعضاء من المجتمع المدني في غرداية وكذا من الهلال الأحمر وجود صعوبات كثيرة في توزيعها على المحتاجين، حيث أن هناك من العائلات المنكوبة ممن لم يتحصل على إعانات منذ أسبوع كامل. وفي نفس السياق، أبدى عدد من المنكوبين اللذين تحدثت إليهم "صوت الأحرار" في مدرسة عمي السعيد غضبهم من ذهاب المعونات إلى بلديتي متليلي التي ليس بها منكوبين، وكذا بلدية الضاية التي كانت بها خسائر في الفلاحة فقط دون أن تتعدى ذبك إلى العنصر البشري، مطالبين بضرورة إعطاء الأولوية لمنكوبي منطقة الغابة التي طالبوا بضرورة إعطائها الأولوية. ومن جهة أخرى مازالت بعض البنايات الآيلة للسقوط تهدد بعض المواطنين اللذين يصرون على دخول منازلهم لإحضار حاجاتهم منها غير واعن بدرجة الخطر المحدق بهم، ولم تفلح وعود الوالي التي قدمها للمنكوبين خلال الزيارة التي قام بها إلى المناطق المتضررة في تهدئة المنكوبين الذين أنهكم التشرد والانتظار.