لم تكن حياة السيدة فاطمة الزهراء سنوسي سعيدة كباقي النساء اللواتي يتمتعن بحياتهن رفقة أزواجهن و أبنائهن، فهي تذوق مرارة العيش التي امتزجت بالحزن والأسى كما تقول بسبب ترك زوجها لها وخروجه من المنزل دون رجعة إلى وجهة تجهلها إلى غاية اليوم ، وجدناها بمقر جمعية حنان للمكفوفين الكائنة بحسين داي تشكوا الواقع المؤلم الذي تعيشه مند سنوات. وبالرغم من تلك المعاناة التي تتفاقم مع كبر الأبناء لم تتخلّ يوما عنهم وهي تجابه الصعاب من اجل توفير لقمة العيش لهم. وحسب ما صرحت به هذه السيدة المكفوفة التي التقينا بها صدفة فإنها تعيش حياة قاسية ، بعدما فر زوجها و تم طردها من العمل الذي كانت تشغله كمستقبلة مكالمات هاتفية ببلدية القبة حيث كانت الصدمة كبيرة عليها لدى إعلامها بالقرار الذي غلق باب الرزق الوحيد الذي كانت تعيل به عائلتها. وأضافت أنها لم تتقبل الأمر وتوجهت للمير الذي اصدر القرار أنداك للاستفسار عن السبب لكن سؤالها بقي دون رد شافي معتبرة إياه إجحافا في حقها بعد أن عملت في تلك المصلحة لمدة خمس سنوات ليأتي هدا القرار الذي لم يأخذ بعين الاعتبار وضعها الصحي والاجتماعي و يضاعف من معاناتها. تتوقف فاطمة الزهراء لحظات ثم تواصل حديثها والدموع تنهمر من عينيها لتذكر حالها الصعب مع الفقر و الاحتياج ، حيث أكدت أنها حاولت إيجاد عمل لابنها كنادل في مقهى لكن دون جدوى ،كما قامت برفع دعوى قضائية على هدا الزوج الذي مر عن تركه للمنزل ثلاث سنوات مطالبة إياه بالعودة و دفع النفقة لأبنائه لكن الحكم لم يطبق عليه كونه غير متواجد بمكان مستقر مضيفة أنه بلغها زواجه من امرأة أخرى بقسنطينة ولديه معها طفلة معها فيما نفض يديه من مسؤولية يعانى فلذات أكباده من مصير مجهول وتختم فاطمة الزهراء حديثها بتوجيه نداء للمحسنين و دوي القلوب الرحيمة ليساعدوها على تحمل أعباء الحياة الاجتماعية التي تتأزم أحوالها من سنة إلى أخرى أمام الغلاء الذي أصبح يمس جميع متطلبات الحياة على أن توجه تلك الإعانات إلى مقر جمعية حنان للمكفوفين المتواجدة ب 43 شارع طرابلس بحسين داي و التي تتكفل بإيصالها إلى المعنية.