اشترط الرئيس الفلسطيني التزام الحكومة الإسرائيلية الجديدة بالشرعية الدولية وبرؤية الدولتين، ووقف الاستيطان وفتح الحواجز لإجراء مباحثات مع الجانب الإسرائيلي. وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس للصحفيين في القاهرة أول أمس الخميس "عندما توافق الحكومة الإسرائيلية على هذه المطالب، سيجرى بيننا وبينهم حوار سياسي، غير أننا لم نتلق أو نسمع أي شيء منهم حتى الآن حتى تتحرك الحوارات بين الفلسطينيين والجانب الإسرائيلي". وأضاف عباس أن مباحثاته مع الرئيس المصري حسني مبارك تناولت مستقبل الحوار الوطني الفلسطيني وجهود مصر لتحقيق المصالحة بين الفصائل الفلسطينية لتوحيد الصف الفلسطيني. وأوضح عباس أن الجولتين الأولى والثانية من الحوار الوطني الفلسطيني تم الانتهاء منهما، وستكون هناك جولة أخرى جديدة في 26 أفريل الحالي تتعلق بالقضايا الأساسية، وهى قضية الحكومة وقضية الانتخابات وقضية منظمة التحرير الفلسطينية وقضية الأمن. وأكد سفير السلطة الفلسطينية في مصر نبيل عمرو أن القيادة المصرية وجهت دعوات جديدة للفصائل الفلسطينية لبدء جولة جديدة من الحوار الوطني وأن رسائل وصلت بالفعل تدعو الجميع لذلك. ومن جهتها دعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أمس الرئيس الفلسطيني إلى إصدار أوامره بإطلاق المعتقلين السياسيين في الضفة الغربية لإنجاح الحوار الوطني الفلسطيني. وقالت الحركة في بيان صحفي لها إن "خطوة كهذه هي أهم أسس نجاح الحوار وتنقية الأجواء، وإعادة الوئام بين نفوس أبناء الشعب الفلسطيني الواحد". وكان قد بدأ في غزة مساء الأربعاء الماضي اجتماع بين وفدين من حركتي التحرير الفلسطيني (فتح) وحماس، وذلك في إطار الحوار الوطني الفلسطيني الشامل الذي توقف في الثاني من الشهر الجاري. وقال مصدر فلسطيني إن الاجتماع ضم عن حركة فتح موفدي الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى غزة القياديين عبد الله الإفرنجي ومروان عبد الحميد إلى جانب هشام عبد الرازق وإبراهيم أبو النجا، في حين ضم وفد حماس كلا من صلاح البردويل وجمال أبو هاشم وإسماعيل الأشقر وأيمن طه. وعلى الصعيد الدولي، أعرب وزير الخارجية البريطاني ديفد ميليباند عن موقف بلاده المعارض لهدم منازل الفلسطينيين في القدس، قائلا إن المدينة ينبغي أن تكون عاصمة لإسرائيل والدولة الفلسطينية المستقبلية معا. وقال ميليباند الذي زار الأردن في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الأردني ناصر جودة "نتابع بقلق بالغ عمليات الهدم المقترحة في القدسالشرقية". وفي عمان أكد الملك الأردني عبد الله الثاني على جهود إطلاق مفاوضات السلام في المنطقة في لقاءين منفصلين مع كلّ من رئيس وزراء بلجيكا هيرمان ووفد من مجلس الشيوخ الأمريكي برئاسة زعيم الأقلية الجمهورية في المجلس ميتش ماكونيل اللذين يزوران عمّان. وشدد الملك الأردني على أن حل الدولتين هو السبيل الأمثل لحل الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي ويحقق مصالح الجميع في المنطقة. وقد بحث وزير الخارجية البريطاني الذي وصل إلى عمّان أول أمس مع الملك الأردني الجهود المبذولة لإطلاق مفاوضات جادة لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس حل الدولتين. وفي الشأن الفلسطيني تعتزم السلطة الفلسطينية التقدم بشكوى أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي ضد السياسة الإسرائيلية الخاصة بهدم منازل الفلسطينيين في مدينة القدس. وقال رفيق الحسيني رئيس ديوان الرئاسة الفلسطينية إن "النية تتجه إلى محكمة العدل الدولية في لاهاي لتبت في قضية حي الشيخ جراح وسط مدينة القدس ومنازله ال27 المهددة بالإخلاء والترحيل لصالح جماعات يهودية متطرفة ومخططات استيطانية خطيرة".