شكك أشرف الكردي الطبيب الخاص للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في جدوى المهمة الموكلة إلى اللجنة الخاصة بالتحقيق في أسباب وفاة عرفات والتي أعلنت مؤخراً أنها ستباشر عملها في القريب العاجل، ودعا إلى سؤال الرئيس الحالي محمود عباس عن سبب عدم تشريح الجثة آنذاك. وقال الكردي في حديث لهيئة الإذاعة البريطانية "بي. بي. سي" : " إن تشريح جثة عرفات بعد خمس سنوات من وفاته لن يكون على شيء من الأهمية، وأشار إلى أن رجالات السلطة الوطنية رفضوا تشريح الجثة وقت وفاة عرفات، وعندما سئل عن السبب وراء عدم التصريح بالتشريح آنذاك، أجاب قائلاً: اسألوا (الرئيس الفلسطيني محمود عباس) أبو مازن !" وكرر: "اسألوا أبو مازن" مرة أخرى في معرض رده على السبب وراء عدم إجراء التحقيق وقت الوفاة، ولكنه أعرب عن قناعته بأن إسرائيل وراء وفاة عرفات بالسم بل وأكد أن عرفات نفسه أعرب عن شكوكه في احتمال تعرضه للاغتيال بالسم إلا أن الإجراءات الاحتياطية التي تم اتخاذها لم تكن كافية. وشخص الأسباب الطبية لوفاة عرفات قائلاً: "كان لديه تغيير في الكريات الحمراء والبيضاء وتلك لها أسباب كثيرة لم يكن أيها ينطبق عليه إلا أن احتمالين ظلا قائمين ومرجحان أن يكونا السبب وراء وفاته إصابته بالسرطان أو تسممه. وأضاف: "أجرينا فحوصات السرطان إلا أنه تبين أنها لا تنطبق عليه أما احتمال السم فظل قائما"، ولفت إلى أن متابعاته الشخصية لعرفات إضافة إلى فحوصات أجريت للأخير في عمان وفرنسا إلى جانب فحوصات أخيرة تم إجراؤها له في رام الله أكدت أنه لم يكن مصاباً بالسرطان. وبدا الدكتور الكردي واثقاً من نفسه وحازماً وهو يقول "لقد قتلوه بالسم لأنه كان عقبة في وجه عملية السلام". ومن جهته أعرب الدكتور نبيل شعث في حديثٍ منفصل للإذاعة نفسها عن قناعته بأن عرفات مات مسموماً، ولكنه دافع عن قرار عدم تشريح جثة عرفات حين وفاته بالقول: "كانت هناك رغبة بالحفاظ على جثة الرئيس كما هي، وأن يدفن الرئيس بشكل لائق، كما أن الأوضاع السياسية آنذاك كانت صعبة". ولفت إلى أن الأطباء الفرنسيين الذين عالجوا عرفات في آخر أيامه أكدوا أن عوارض التسمم بالسموم المعروفة لديهم لم تكن واردة ولكنهم أقروا بعد استجوابهم أنه قد يكون توفي بنوع غير معروف من السموم. ولفت شعث أيضاً إلى أن لجنة التحقيق في وفاة عرفات كان تم تشكيلها اثر الوفاة وأنه ترأسها وزير الصحة في حينه فيما كان ناصر القدوة عضوا فيها قبل أن يصبح رئيساً للجنة حالياً. وقال: "ارتأت اللجنة عند وفاة عرفات أن الأمر يتطلب تحقيقاً وليس تشريحاً".