استدراج شعب مصر إلى الفوضى والانهيار، فعل مستحيل تحقيقه في ارض،لا يحرف ناسها مبادئ القرآن، ولا يتلاعبون بمضامين السنة النبوية، ولا يكتبون التاريخ تبعا لأهواء توسعية عنصرية، أنهم أناس صاغوا المبدأ الإنساني فكرا بأصوله الأخلاقية المستقاة من روح الشريعة السمحاء، وقد ترك الله فيهم شيئين لن يضلا بعدهما: كتاب الله وسنة نبيه المصطفى المختار. ومحاولات العبث اليائسة بثوابت الأمن المصري، اختراق لخطوط حمراء، يحرم اجتيازها تحت كل العناوين التي يتقدمها عنوان التطرف الإرهابي المتحلف بشعارات سياسية كتبت بأحرف الدجل المفضوح، في دهاليز مرجعيات زائفة. وقنابل الشر المغلفة بآيات شيطانية لم تختلط بالتسابيح المتصاعدة في سماء القاهرة، لكن صدى أصواتها القبيحة هز بغداد وبيروت ومراكش ودمشق، فاستهداف القلب العربي، هو استهداف لجسد عربي يعاني من أخطر الأوجاع المزمنة، ولم يتحصن بعد من داء قادم من خلف البوابة الشرقية، وجد بيئة ملائمة لانتشاره دون احترازات تذكر. ومصر الكبرى ليست شخصا ما اختلفنا معه فأطلقنا عليه وابلا من قنابل الشر المصنعة في معابد الشيطان الأجرب، هي ارض وشعب وتاريخ وحاضر وأمل عربي يكبر في زمن تتضاءل فيه الأشياء التي نتغنى بها ونفاخر. ولغة التطرف الإرهابي المحررة بلسان جني يختنق في دهاليز الدنيا السفلى، لم تنفع معه كل تعاويذ الدجل في إقناع أمة لا تفسد إيمانها،ببدع شيطانية لها مآرب أخرى، تتكشف مساوئها في تجليات الوعي الإيماني الأكبر. والبدع الشيطانية الممتلئة بمضامين صاغتها سياسات خبيثة مفلسة إنسانيا، فضحت سخفها في شظايا شرورها المتطايرة في حي الحسين. والتائهون في دروب الشر يتسللون عبر معابر المظلومية التي تمتلئ بها كتب التاريخ التي لم نتأكد بعد من صدق وقائعها قبل ان نحي ذكراها ونذبح من أجلها القرابين بشرا يتبركون بآل البيت في حي الحسين القاهري، ويختبئون وراء شعارات فيها سحر التلاعب بالعقول، واستدراج العواطف في قلوب محبطة. وأمن مصر خط عربي أحمر، لا يأذن العرب باجتيازه كما أذنوا بالأمس استباحة العراق وكشفوا أمنهم المرتعش برياح شعارات براقة مازالت تعاني من مساوئ اللكنة الأعجمية.