دعا الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الطلبة الجزائريين بمناسبة يومهم الوطني إلى تحمل مسؤولياتهم كاملة تجاه الجزائر "في بناء نهضتها وصناعة مجدها ورفع رايتها بين الأمم بالعمل والاجتهاد"، وذلك عن طريق التحصيل العلمي وامتلاك التكنولوجيا مع "المحافظة على الهوية والوحدة الوطنية وثوابت الأمة"، بالمقابل شدّد بوتفليقة على ضرورة تثمين الكفاءات والارتقاء بالجامعة إلى مستوى الامتياز"، بالإضافة إلى العناية بأوضاع الطلبة وتوفير كل الظروف الملائمة التي تسمح بالتفرغ للتحصيل العلمي والعيش في رحاب الجامعة. أكد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أمس الثلاثاء على أن "مسار التنمية والتطوير الذي تمضي فيه بلادنا اليوم بخطى حثيثة يمثل معركة أخرى من شأنها تعزيز المكتسبات المحققة في معركة استعادة الاستقلال الوطني"، مشددا على أن ذلك لا يتأتى إلا ب"قيم الجد والعمل والاعتماد على النفس ونبذ الاتكال"، مذكرا في هذا الصدد بأن الاستقلال الوطني الذي تنعم به الأجيال اليوم كان نتيجة هذه القيم التي كما أضاف "مكّنت أسلافكم من الإسهام في تحقيق الهدف الأكبر الذي سمت إليه همة أمتهم وتضافرت جهود كل فئاتها من أجل تحقيقه". من جانب آخر شدّد الرئيس بوتفليقة في رسالة بمناسبة إحياء الذكرى ال53 لليوم الوطني للطالب بولاية تيارت قرأها نيابة عنه محمد علي بوغازي مستشار برئاسة الجمهورية على أن الاستثمار في تنمية الموارد البشرية هو المدخل الصحيح لكل نهوض اجتماعي وحضاري،.مبرزا في ذات الصدد التوجه الذي اتخذته الدولة في هذا الشأن والذي يرتكز على الاستثمار في بناء الإنسان بوصفه كما قال "محرك عجلة التنمية"، مذكرا أن هذا التوجه تجسد في تعميم التعليم العالي وجعله في متناول أبناء الأمة. بالمقابل جدّد بوتفليقة تصميم الجزائر على المضي قدما في سياسة الاستثمار في الموارد البشرية. في هذا الإطار أوضح رئيس الدولة ضرورة العناية بأوضاع الطلبة وتوفير كل الظروف الملائمة للتفرغ للتحصيل العلمي والعيش في رحاب الجامعة، بالإضافة إلى "تثمين الكفاءات والارتقاء بالجامعات ومراكز البحث إلى مستوى الامتياز"، مؤكدا مسؤولية الدولة في الوفاء بواجبها وذلك بتوفير الشروط المادية والمعنوية لهذا القطاع. بالمقابل طالب بوتفليقة النخبة الجامعية بلعب دورها في المجتمع عن طريق إرساء قواعد الحوار الفكري ونبذ العنف اللفظي والمادي والتحرر من الأفكار الجاهزة وتجديد الرؤى لاستشراف المستقبل، مؤكدا في ذات الصدد على أن الجامعة هي "الممول للمجتمع بالكفاءات والإطارات التي تتطلبها تنميته وتطويره وموئلا للابتكار وحاضنا للإشعاع الفكري والمعرفي على المجتمع برمته. من جهة أخرى أبرز بوتفليقة ضرورة التكييف النوعي للنظم التربوية والتعليمية بما يتماشى مع مستجدات العلم ومنتجات مجتمع المعرفة"، معتبرا أن الطريق نحو وطن آمن مزدهر ومجتمع متناغم مستقر لا يكون كما قال إلا "بالقدرة على الوصول إلى المعرفة وتحويلها إلى ثروة اقتصادية وإنسانية"، مستطردا بالقول: "إذا كانت الجامعة معقلا للعلوم والفنون والتكنولوجيات فإنها أيضا فضاء لممارسة الحوار الجاد والمسؤول وتطوير الذهنيان وبناء الفكر". أما بخصوص الاحتفال بذكرى اليوم الوطني للطالب التي وصفها ب"اليوم الأغر من تاريخنا المجيد" فقد ذكر بوتفليقة بأهمية القرار التاريخي الذي اتخذته يوم 19 ماي 1956 كما وصفها "طليعة واعية من أسلافكم طلبة جامعيين وثانويين بترك مقاعد الدراسة والالتحاق بالكفاح المسلح لتبديد ظلمة ليل الاستعمار" مستعرضا المعاني التي حملها من التضحية بالنفس والنفيس والوعي بالرسالة والقيام بالواجب وهي كما أضاف "دلالات يتوجب أن تكون دوما موضع تأمل واستخلاص عبر من لدن جموع الطالبات والطلبة بوصفهم حملة القيم النبيلة التي حملها أسلافهم الأمجاد". ليواصل بوتفليقة تأكيده على الاستفادة من هذه القيم التي من شانها "أن تزود واقعنا الراهن بشحنات تساعد في تنوير الحاضر وتعقيداته ورسم معالم المستقبل ورهاناته"، داعيا الطلبة في هذا الإطار إلى تحمل مسؤوليتهم كاملة اتجاه الجزائر في بناء نهضتها وصناعة مجدها ورفع رايتها بين الأمم بالعمل والاجتهاد في التحصيل العلمي والارتقاء إلى مستوى تحديات العصر بما يفرضه من امتلاك ناصية التكنولوجيا ومواكبة تطورها مع المحافظة على الهوية والوحدة الوطنية وثوابت الأمة وتكريس قيمها".