أكد أمس عمار تو وزير النقل توسيع اتجاه ميترو العاصمة مستقبلا نحو أحياء أخرى ويتعلق الأمر بأحياء ساحة الشهداء وباب الزوار وشوفالي ودالي إبراهيم والشراقة، مشيرا في الوقت نفسه إلى تقدم الأشغال في الخط الرابط بين حي البدر والحراش، في انتظار الإعلان عن صفقة لإنجاز الخط الرابط بين حي البدر وعين النعجة. حضر أمس وزير النقل عمار تو وعدد من الوزراء والمسؤولين إجراء أول تجربة تقنية لمترو الجزائر، وقد انطلقت القاطرة المتكونة من ست عربات ومزودة بمكيفات الهواء في حدود الساعة العاشرة والنصف صباحا لتعبر الخط الرابط بين محطة البريد المركزي وسط العاصمة وحي البدر بالقبة على طول 5.9 كلم في أقل من 20 دقيقة، ووقف المشرفون على هذه التجربة التقنية على مدى تقدم أشغال انجاز المحطات التسع التي يضمها الخط الأول لميترو الجزائر وكذا ورشات الصيانة الواقعة بمنطقة باش جراح والتي تم إنهاء جزء كبير من أشغالها، ويتعلق الأمر بمحطات عيسات إيدير والحامة وحديقة التجارب وشارع المعدومين وحي عميروش وشارع مير أي سولاي وحي البدر. وفي تصريح للصحافة أكد وزير النقل عمار تو أن هذه التجربة التقنية تعد تمهيدا لتجربة تجارية لميترو الجزائر العاصمة المنتظر تشغيله قبل نهاية السنة الجارية، وأعرب عن ارتياحه لمدى تقدم أشغال انجاز هذا المشروع الذي سيساهم من وجهة نظره في تسوية المشاكل التي يعرفها قطاع النقل العمومي وتخفيف الضغط على العاصمة، مشيرا إلى أن عملية تكوين سائقي ميترو الجزائر العاصمة سيقوم بها المجمع الفرنسي "أر أ تي بي" الذي سيتكفل بتسيير ميترو الجزائر العاصمة لحساب الدولة، فيما يشرف مجمع "سيمانس" على تأطير تقنيي صيانة الميترو وتجهيزاته منذ نهاية سنة 2008. وفي سياق ذي صلة أوضح الوزير أن الاتجاه المبدئي لميترو الجزائر العاصمة سيشهد توسعا مستقبلا ليشمل أحياء أخرى من العاصمة بفضل المنشآت القاعدية والمهارة المكتسبة في هذا المجال، ويتعلق الأمر بالخط الرابط بين حي البدر والحراش الذي انطلقت الأشغال به وتشهد تقدما معتبرا، إلى جانب الخط الرابط بين حي البدر وعين النعجة الذي سيتم إطلاق المناقصة الخاصة بانجازه قبل نهاية السنة الجارية، وأكد تو أن الميترو سيشمل عن قريب أحياء أخرى كساحة الشهداء وباب الزوار وشوفالي ودالي إبراهيم والشراقة. من جهته أكد المدير العام للأمن الوطني علي تونسي الذي حضر هذه التجربة التقنية تكوين أكثر من 500 عون أمن لضمان أمن ميترو الجزائر العاصمة. وبهذه المناسبة ثمن المشاركون نوعية الانجاز وجمالية هذه المحطات التي غطيت جدرانها بخزف أبيض ناصع والمزودة بنظام مركزي خاص بالمكيف الهوائي وأدراج ميكانيكية على شكل محطات المترو بالبلدان الأكثر تطورا، وقبل ذلك كان الوفد المكون أيضا من أعضاء في البرلمان وممثلين عن المجتمع المدني قد زار مركز القيادة المركزي الذي يعتبر محرك مترو الجزائر لأنه سيتكفل بتسيير ومراقبة التحركات والموقع والترخيص بالتحرك واتجاه القاطرات. ويعتبر مركز القيادة المركزي مزودا بأحدث نظام الكتروني في العالم إذ يسمح إذا اقتضى الأمر بقيادة أوتوماتيكية للقاطرات، في هذا الصدد صرح مسؤولو المشروع أن هذا النظام الأوتوماتيكي الذي يراقب ويسير في نفس الوقت القطارات وخلايا الطاقة الكهربائية هو نفسه المستعمل في ميترو نيويورك وبرشلونة ومؤخرا في لوزان. و تجدر الإشارة إلى أن مشروع ميترو الجزائر توقف لمدة 14 سنة وتم إعادة إطلاق انجازه بقرار من رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة سنة 2003.