كشف، أمس الاثنين، الدكتور "عاشق يوسف مشوتي"، ممثل وزارة العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي، بالحي الإداري بجيجل، عن أن الجزائر عرفت قفزة نوعية في مجال التأمين والتكفل الأحسن بالمؤمنين البالغ عددهم 8 ملايين عبر الوطن• في المقابل، أشار ذات المصدر إلى أن تكاليف تعويض الأدوية عرفت ارتفاعا متزايدا من سنة لأخرى بحيث تضاعفت بنسبة 300% خلال السنوات الست الأخيرة، في حين قدر مبلغ تكاليف أو النفقات المخصصة لتعويض الأدوية خلال سنة 2007 بأزيد من 6400 مليار سنتيم، ويتوقع خلال السنة المنقضية 2008 أن يفوق المبلغ 7000 مليار سنتيم، وهو ما يعني ضرورة ترشيد النفقات من خلال اعتماد السياسة المنتهجة من قبل الوزارة في إطار برنامج رئيس الجمهورية لإصلاح المنظومة، سيما ما تعلق باعتماد السعر المرجعي عند شراء الأدوية، والانتقال إلى استعمال الدواء الجنيس الذي له نفس الفعالية مع الدواء الأصلي، لكن مع نقص بنسبة 30% في التكاليف• وأشار في هذا الإطار إلى أن دواء جنيسا واحدا فقط مكن خزينة الدولة من توفير 50 مليار سنتيم، المبلغ الذي يخصص لاستثمارات أخرى لصالح المريض• هذا وتحدث عاشق عن البرنامج الجديد الذي ستنطلق في تنفيذه الوزارة لأول مرة، وهو عملية نموذجية، بولاية عنابة أواخر شهر فيفري الجاري، ويتعلق الأمر بطبيب العائلة، البرنامج الذي يسمح للمؤمن وأصوله من اختيار طبيب، سواء كان خاصا أو عموميا، للعلاج عنده كلما اقتضت الضرورة مجانا، بعد تعاقد صندوق الضمان الاجتماعي مع الجميع، حيث سيخضع المؤمن لطبيب واحد يفحصه دوريا ويتابعه ويوجهه عند الضرورة، مما يوفر التكفل الأحسن بالمرضى والحد من التشخيصات الفوضوية للمؤمنين• وستعمم هذه التجربة في حالة ثبوت نجاعتها على كل ولايات الوطن• وفي إطار سياسة ترشيد النفقات دائما، تطرق الدكتور عاشق أيضا إلى إنجاز 5 مراكز جهوية عبر الوطن للتصوير الإشعاعي والتشخيص الطبي والتحاليل، ستدخل حيز الاستغلال قريبا، مجهزة بأحدث الوسائل والممارسين الطبيين لفائدة المؤمنين، إضافة إلى تشجيع الأدوية المصنعة محليا، وكذا التعاقدات القديمة مع الصيدليات والعيادات الخاصة لاسيما في ميدان جراحة القلب، حيث كانت الوزارة في السابق تتكفل بالمريض، بالعملة الصعبة في الخارج، واليوم تم اقتصاد تلك المبالغ وإجراء العمليات في الجزائر• وبعد تعميم بطاقة الشفاء تم استعمالها في 20 ولاية، وستعمم خلال هذه السنة على كل ولايات القطر• وطمأن ممثل وزارة العمل، خلال تدخل الطبيب الأخصائي في أمراض الغدد وداء السكري، ضياء الدين بواب، حول فعالية الدواء الجنيس، حيث أبدى بواب تخوفا من عدم فعالية بعض الأدوية الجنيسة، وفي حال وجودها فإن ذلك سيؤدي إلى مضاعفات خطيرة على بعض أصحاب الأمراض المزمنة في الجزائر والذين يفوق عددهم 5 ملايين شخص، لاسيما السكري والضغط الدموي، وهو ما يعني حسب الطبيب بواب أن النفقات سترتفع في حالة عدم فعالية الأدوية الجنيسة التي طالب باتخاذ الإجراءات الرقابية اللازمة بشأنها• هذا وقد انتقد ممثل الوزير لوح العديد من الأطباء الذين يقومون بإعداد وصفات طبية خاطئة أحيانا، وفي أخرى غير صحيحة، وفي البعض الآخر مزورة، كمن يصف أدوية منع الحمل للرجال وغيرها، وهي وصفات تؤثر كثيرا على سياسة الوزارة في التكفل الحسن بالمريض المؤمن ماديا ومعنويا•