جاءت شريعة الإسلام بكل ما فيه سعادة الإنسان، وكل ما جاء من نظم وتشريعات في هذه الشريعة مليء بالخير والفلاح لبني البشر أجمعين، وما سعد البشر إلا في ظل تطبيق الشريعة. ومن بين التشريعات تشريعات خاصة بالأسرة والتي جاءت بهدف واحد فقط هو سعادة تلك الأسرة وحمايتها واستقرارها، ومن أهم تلك القواعد التي يعتمد عليها بناء الأسرة هي القوامة التي أوكلها الله عز وجل للرجل بقوله: {الرِّجَالُ قَوَّامُون على النِّسَاء}( النساء الآية 34)• ونتيجة للفهم الخاطئ لمعنى القوامة من أنها دليل تفضيل الرجل على المرأة، صوّر لأعداء الإسلام أنه دين ظالم للمرأة ومتجنٍ عليها، وذلك لتميز الرجل بالقوامة لأنه أفضل منها، بالرغم من أن إعطاء هذه الدرجة للرجل مع تكليفه بأعباء مالية وتكاليف مختلفة مقابل ذلك لا يعني انعدام المساواة بينه وبين المرأة، فالعلاقة بين الاثنين تخضع لأحكام متكاملة• ففي الوقت الذى تفرض فيه التكاليف والأعباء يوضع مقابلها حقوق حتى لا يختل التوازن، فكل مسؤولية لا بد لها كي تنفّذ من سلطة، والسلطة شيء والتسلط شيء آخر•• وخلال الأسطر التالية سوف نوضح مفهوم القوامة، وضوابطها، لتعرف المرأة قيمتها في ظل شريعة الإسلام•• فى البداية يوضح الدكتور فتحي عبد الرحيم حجازى -أستاذ البلاغة بكلية اللغة العربية جامعة الأزهر- القوامة في اللغة تعنى من قام على الشيء يقوم قيامًا، أي حافظ عليه وراعى مصالحه، ومن ذلك القيِّم، وهو الذي يقوم على شأن شيء ويليه ويصلحه، والقيّم هو السيد، وقيم القوم: هو الذي يقوّمهم ويسوس أمورهم، وقيّم المرأة هو زوجها أو وليها لأنه يقوم بأمرها وما تحتاج• والمرأة فى الإسلام محض كره المرأة فى الغرب لأنها لا تتحمل مسئولية نفسها، عكس المرأة فى الغرب التي تتولى مسئولية كل شىء فى حياتها، بعد أن تفقد دفء الأسرة وقوامة الرجل، وهذا الدفء كما يوضح لنا الدكتور عبد الفتاح إدريس - أستاذ ورئيس قسم الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون جامعة القاهرة - يشمل الحب والاحتواء وكافة المعاني والمشاعر التي تحقق السعادة ورضا النفس لدى أفراد الأسرة، مضيفاً أن قوامة الرجل ثابتة بنص القرآن: "الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ•••" النساء 34• ومن أعظم واجبات القوامة النفقة على الزوجة، حيث يكفيها الرجل التكسب ويضمن لها النفقة، فلا تحتاج لغيره، ولا إلى أن تعمل لتنفق على نفسها، وكذلك حماية العرض والغيرة عليه، وضمان الكسوة والسكنى• وتعرف الدكتورة سعاد صالح، أستاذة الفقه المقارن بجامعة الأزهر، القوامة بأنها خدمة ومسئولية في نفس الوقت، لأنها خدمة للمرأة ومسئولية، فالرجل مسئول عن أهله أمام الله عزَّ وجل، كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- "كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته"، فالزوج راعٍ في أهله ومسئول عن أسرته فهو العائل لزوجته، وعليه أن يكون في خدمة أهله، ويسهر على شئونهم ويشاركهم همومهم، ويتفقَّد أحوالهم ولا يُضيِّعهم حيث يقول صلى الله عليه وسلم:"كفى بالمرء إثمًا أن يضيِّع مَن يعول"• فالقوامة الزوجية في الإسلام ليست تسلطًا ولا قهرًا، أوسلبا لحقوق المرأة والاقلال من قدرها بل هي تقدير وتشريف لها ورفعة لشأنها، وفيها سعادتها واستقرار أسرتها، والبيت الذي يقوم فيه الزوج بحق القوامة وتقوم زوجته بواجباتها تظلل عليه السعادة•