ويتعلق باختفاء 1000 سيارة أجنبية دخلت التراب الجزائري عبر المركز الحدودي، الطالب العربي، ولم يعثر لها على أثر منذ ذلك الحين، وتتخوف عدد من الجهات من أن يستغلّ بارونات التهريب والإجرام هذه الثغرة على الحدود الشرقية الجزائرية في مخططاتها الإجرامية التي تستهدف الاقتصاد الوطني عبر الجهة الشرقية من الوطن• ونقلت مصادر ''الفجر'' أن أصحاب السيارات الأجنبية يعمدون إلى تدوين خروج أو دخول سياراتهم عبر المركز الحدودي للجمارك بدائرة الطالب العربي الحدودية، ثم يتخذون طرقا في الصحراء الشرقية المجهولة والمضللة، لتختفي بذلك السيارات ولا تعلم وجهتها بعد• وأوضحت ذات المصادر أن مصالح الجمارك التونسية أشعرت هي الأخرى نظيرتها الجزائرية بوجود سيارات دخلت التراب الجزائري ولم تعد رغم مرور المدّة الزمنية القانونية المخصصة للسيارات السياحية الأجنبية، ودفعت الوضعية المذكورة بمصالح الجمارك إلى اقتراح استحداث فرق مرافقة على مستوى المركزين الحدوديين الجزائري والتونسي للحد من ظاهرة اختفاء السيارات الأجنبية، غير أن العيب في فرق المرافقة هو الإحراج الذي تسببه للعائلات التي تضعها الجهات المذكورة في خانة المذنب، وهو ما يتطلب حسب المتتبعين للظاهرة تمكين أجهزة الجمارك من وسائل مراقبة متطورة تكون قادرة على ترصد مسار عبور السيارات الأجنبية عبر المركز الحدودي الطالب العربي، مع رسم خطة مشتركة مع وحدات حرس الحدود والدرك والأمن لإقامة حواجز أمنية عبر الشريط الحدودي القريب من البوابة الحدودية الشرقية، مع تفعيل عمل فرق المراقبة لمصالح الجمارك• وفي سياق متصل، نقلت مصادر ''الفجر'' أن وحدات الجمارك المنتشرة عبر بوابات الولاية تمكنت في الآونة الأخيرة من إحباط تهريب 7 سيارات محمّلة بكميات كبيرة من المواد الغذائية والسجائر الأجنبية، وبلغت قيمة هذه المحجوزات أكثر من 5 ملايير سنتيم• وبالموازاة مع ذلك، سجل تقرير الحصيلة الأخيرة لوحدات الجمارك بولاية الوادي المجهود الشاق الذي تقوم به هذه المصالح عبر البوابة الحدودية الطالب العربي، والتي مكّنت يقظة رجالها من إحباط عدة عمليات تهريب، منها 1 كلغ من الكيف المعالج، كانت بحوزة امرأة متجهة إلى الجماهيرية الليبية، كما حجزت كميات كبيرة من المواد الغذائية تزيد عن 3000 كلغ من المواد المختلفة، وما يزيد عن 4 آلاف لتر من زيت المائدة التونسي، وأكثر من 900 كلغ من الفاكهة والدلاع، و1175 وحدة من الألبسة والأحذية و141 قطعة فخار، و20 عجلة مطاطية، و6 مناظير حساسة تستعمل في أعمال التهريب، و11 عدسة طبية تجميلية اصطناعية، و721 قارورة مادة تجميل و600 خرطوشة سجائر، وقد بلغت القيمة الإجمالية للسلع المحجوزة بما يزيد عن 35 مليار سنتيم خلال السنة المنقضية• وأفادت ذات المصالح بأنها قدمت 14 شخصا أمام العدالة، ووجهت لهم تهم التزوير والتهريب وتخريب الاقتصاد الوطني• كما عرفت هذه السنة زيادة في حركة عبور المسافرين، إذ تمثلت الزيادة في حركة الدخول بحوالي 4,7 بالمائة وبالنسبة لخروج المواطنين تقدر نسبة الزيادة ب 11,3 بالمائة، وهذا ناتج عن اختيار المسافرين للمركز الحدودي الطالب العربي للعبور نحو تونس، أو باقي الدول الأجنبية، نظرا للسمعة الجيدة التي يتمتع بها في مجال الإجراءات وتقديم الخدمات للمسافرين، حيث عكست الأرقام المقدمة التحسن الكبير في حركة الدخول والخروج بحيث دخل ما يزيد عن 150 ألف سائح أجنبي عبر البوابة الحدودية الشرقية، غالبيتهم من الجنسية التونسية والليبية، في حين شهد المركز خروج أزيد من 200 ألف شخص، منهم 5452 شخص مقيم بالخارج• ويشهد المركز الحدودي الطالب العربي هذه الأيام حركة غير عادية من خلال خروج آلاف المواطنين من وإلى دولة تونس التي يقصدها أهالي الجنوب لقضاء العطلة الصيفية، أو دخول المغتربين الذين ينزلون بموانئ تونس القريبة من الجنوب الجزائري•