ويرى الأولياء أن تسجيل أبنائهم ذوي الخمس سنوات أو أقل من ذلك في المسجد أمرا حسنا، ما دام أنهم يتلقون دروس الأقسام التحضيرية، كما يتم تلقينهم سور من القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة وبعض الأناشيد الدينية، كما أن قلة تكاليفها مقارنة برياض الأطفال الخاصة التي تتراوح مبالغ التسجيل فيها بين 5000 إلى 7000 دينار جزائري، شجعتهم، من جهة أخرى، على تفضيل التعليم المسجدي لأطفالهم· وتبلغ تكاليف الالتحاق بالروضة العمومية 3000 دينار، أما في المسجد فيتم تعليم الأطفال مقابل مبالغ رمزية لا تتعدى 200 دينار في غالب الأحيان· وتقول السيدة آمال إنها سجلت ابنها في المسجد منذ أعوام، وهي راضية على ما تعلّمه هناك، فبعد دخوله المدرسة كان تجاوبه مع المعلمة جيدا وحصل على نتائج جيدة، بالإضافة إلى تعلّمه سور القرآن الكريم والأذكار والأدعية والتي يستحيل أن يتعلّمها في المنزل أو في مكان آخر غير المسجد· زيادة على ذلك، فإن طريقة التدريس في المدارس القرآنية التابعة للمساجد لا تختلف عن المدارس العادية، غير أنها تتميز عنها بتركيزها على تحفيظ القرآن الكريم للتلاميذ، حيث إن المرشدات اللاتي يقمن بالتدريس في المسجد متحصلات على شهادات جامعية تمكّنهن من التعامل مع الأطفال وتعليمهم بمنهجية مدروسة· كما أن هناك من الأولياء من يفضلون تسجيل أبنائهم في المدارس القرآنية بدل الرياض الخاصة لاعتبارات إيديولوجية، حيث تقول السيدة مالية إنها ضد تسجيل ابنها في الروضة الخاصة نظرا لما تقدمه هذه الأخيرة من أفكار وعادات غربية غريبة عن مجتمعنا، على عكس المدرسة القرآنية التي تعلّم الأطفال تعاليم الدين الإسلامي· وعلى العكس من ذلك، ترى كريمة، وهي أم لطفلين، أن الروضة الخاصة تضمن لطفليها تعلّم اللغة الفرنسية التي يكثر استعمالها في الحياة اليومية وأن الأمر لا مفر منه في ظل التطور التكنولوجي، في الوقت الذي ترى فيه أن الأطفال في سن الأربع والخمس سنوات صغار على تلقي تعاليم الدين· السيد حياة من جهتها اضطرت إلى تسجيل ابنها في الروضة الخاصة لأن الالتحاق بالمسجد يشترط فيه بلوغ الطفل ثلاث سنوات فما فوق، بحيث يكون قادرا على الاستيعاب والتعلم، بالإضافة إلى معرفته شروط النظافة الشخصية· وترجع ذات المتحدثة أسباب الإقبال الشديد للأولياء على تسجيل أبنائهم في المدارس القرآنية إلى نقص تكاليف التسجيل مقارنة مع الرياض العمومية والخاصة على حد سواء بالإضافة إلى الشروط الأخرى·