قال وحيد بوعبد الله إن أضرارا تعرضت لها بعض الوكالات التجارية وحدد عددها بوكالتين في الجزائر العاصمة وواحدة في مدينة ''ليل'' الفرنسية''، مع وجود بعض الوكالات في كل من وهران وقسنطينة ربما تكون تعرضت لأضرار متفاوتة بعد أن انطلقت بها عملية بيع التذاكر منذ الأحد المنصرم بعد القرار الذي اتخذته السلطات العليا بنقل المناصرين إلى الخرطوم على متن طائرات الجوية الجزائرية والتي حدد عددها في السابق ب30 رحلة لترتفع بعد قرار رئيس الجمهورية إلى 41 رحلة مخصصة لتسعة آلاف مناصر وتدعيمها بطائرات عسكرية انطلقت أولى رحلاتها أمس من المطار العسكري ببوفاريك• وأوضح المتحدث أمس في تصريح ل''الفجر'' أنه بالرغم من التجنيد الواسع لعمال وموظفي المديرية التجارية عبر وكالات بيع تذاكر السفر في المناطق التي تعرضت لبعض الأضرار، لكن ذلك لم يمنع من احتواء آلاف المناصرين من مختلف الأعمار الذين تدفقوا دفعة واحدة على الوكالات، مما أحدث فوضى كبيرة جعلت الموظفين لا يتحكمون في الوضع، مما تسبب في تأزم الوضع• وأمام عدم حصول البعض من هؤلاء على التذاكر نظرا للعدد الهائل من الأنصار، قدر بمئات الآلاف، الذين سجلوا أسماءهم للسفر إلى الخرطوم، حيث قاموا بأعمال تخريب مست بعض الوكالات التجارية• للإشارة، فإن أول وكالة تجارية تابعة لشركة الخطوط الجوية الجزائرية تعرضت لتخريب بعض المناصرين، كانت تلك الواقعة بشارع ''باستور'' في العاصمة مباشرة بسبب تدفق الآلاف من شباب أحياء العاصمة، وبعض الولايات المجاورة حاملين جوازات السفر وبطاقات الهوية للحصول على تذكرة السفر، للتنقل على متن طائرات الخطوط الجوية الجزائرية إلى السودان لمناصرة المنتخب الوطني لكرة القدم• للإشارة، فإن مصادر رسمية من شركة الخطوط الجوية الجزائرية أكدت إحصاءها لمليوني مناصر سجلوا أسماءهم ضمن قوائم الشركة للسفر إلى الخرطوم لمناصرة الأفناك• من فرط تألمه من موقف المصريين من مباراة كرة قدم ياسمينة خضرة ل''الفجر'' ''لن أضع قدمي في مصر للأبد'' لم يذهب كاتب هذه السطور إلى المركز الثقافي الجزائري كما يتبادر في ذهن الذين يعرفون اهتماماته وأخلاقياته المهنية لإجراء حوار مع شخصية أدبية جزائرية عالمية عن مباراة كرة قدم تجمع بلدين شقيقين، صنعا ملاحم المجد العربي سويا أكثر من مرة، شاء القدر أن يصادف موعدي مع ياسمينة خضرة الروائي الجزائري الشهير أو محمد مولسهول مدير المركز الثقافي الجزائري بباريس تاريخ المباراة الثانية بين مصر والجزائر لحسم وتحديد هوية الفائز بورقة اللعب في مونديال جنوب إفريقيا، وقبل إنهاء الحديث الفكري والأدبي الذي أدلى به خضرة ل''الفجر'' بقليل، دفعني حسي الصحفي إلى معرفة رأيه كمثقف في هذه المباراة التي تحولت إلى حرب إعلامية وسياسية وأخلاقية شاملة• قبل الرد على سؤال شعوره حيال الحالة التي تنذر بخطر حقيقي يطال بلدين ليسا في حاجة إلى مزيد من المشاكل والتحديات المشتركة، تغيرت ملامح محمد مولسهول، وتطايرت من أعينه شرارة غضب عاصف وعارم لم أكن أتوقعه• في البداية قال إنه كان ومازال من محبي كرة القدم، لكن ليس على طريقة الهوس الجنوني الذي يؤدي بالشعوب إلى تحويل مباراة كرة قدم إلى حرب تنم عن تخلف عام، وفي تقديره فإن ما يحدث بين الجزائر ومصر دليل انحطاط من الجهتين وأكثر انحطاطا من جهة المصريين• ودون الدخول في تفاصيل ما أسماه خضرة بالانحطاط على حد تعبيره بجرأة غير معهودة، تشرف جزائري غير متعصب باسم وطنية شوفينية كما نرى عند معظم أشقائنا المصريين المعنيين أساسا بالشأن الرياضي، استطرد خضرة متحدثا بنبرة حزينة مؤكدا أن انحطاط المصريين تمثل منذ البداية في طريقة استقبال الجزائريين بروح حربية عبثية وهو الاستقبال الذي وصفه بأكبر تراجيديا عربية في العالم، وقصد خضرة الاعتداء الذي تعرضت له حافلة الفريق الوطني والشحن الإعلامي الرهيب المفقود حينما يتعلق الأمر بالقضايا العربية المصيرية• خضرة الذي قال حرفيا ''عفت نفسي كعربي وأنا أتابع صور الاعتداء الذي تجاهله الإعلام المصري وسكت عليه المسؤولون المصريون''، لم يسيطر على أعصابه وزاد ارتعاشه مع مرور الدقائق إثر ربطه بين ما يحدث من تطاحن وبين وما أسماه ب''الهروب من الواقع التراجيدي المصري العام''• وإذا كان من حق كل طرف الدفاع عن الألوان الوطنية، أضاف خضرة يقول ''إن الروح القتالية التي استقبل بها الفريق الوطني الجزائري لا تبرر إلا بتخلف حضاري حقيقي، والشعب الجزائري الذي احتقر وقهر بالشكل الذي رأيناه لا يستحق هذه المعاملة ولم ينحط في مناصرة فريقه إلى درجة لا يقبلها العقل''• أخيرا نطق خضرة بما لم يكن منتظرا، وقال متألما ''عاهدت نفسي أن لا أضع قدمي في مصر للأبد بسبب الذل الذي لحق بالجزائريين في أكثر من بلد، وقراري جزء من القرارات السياسية التي يجب أن تتخذ لإعادة كرامة الجزائريين الذين ضربوا في مالي ورواندا أيضا''• قبل أن نفترق حاولت مداعبته بجدية واصفا إياه بمستلهم تعليق مديرة ''الفجر'' حدة حزام التي دعت قبله السلطة إلى تحمل مسؤولية الدفاع عن كرامة الجزائريين، قاطعني مبتسما وقال إنه لا يقرأ الصحافة الجزائرية التي مازالت تعاديه تارة باسم ماضيه العسكري وتارة باسم لعبه دور الديبلوماسي الذي لا يتردد على سفارة بلده كما يفعل الكثيرون• في الحديث العام الذي أجريناه مع ياسمينة خضرة ••• مواقف ثقافية مثيرة خالصة فانتظرونا• باريس: بوعلام رمضاني شهادة حيّة يرويها الفنان الجزائري سيد علي الدزيري ل ''الفجر'' مباراة السبت الماضي تكشف بغض وحقد مصر علينا تتواصل شهادة العائدين من مصر، وهذه المرة مع الفنان سيد علي الدزيري الذي روى ل''الفجر'' معاناته في بلد يدعي أنه شقيق، غير أنه أثبت العكس بحقده ورغبته في الانتقام من شعبنا الذي ذهب تشجيعا للفريق الوطني، غير أنه عاد مهانا من ''أم الدنيا''• الوفد الذي كان يضم إطارات وشخصيات رسمية، ورجال أعمال وممثلي مؤسسات وطنية شدوا الرحال من مطار هواري بومدين يوم الجمعة الماضي في حدود الواحدة زوالا باتجاه القاهرة وفي أجواء يرويها سيد علي الدزيري أنها ''كانت أخوية مملوءة بالوطنية'' وزعت خلالها 100 نسخة من ألبومه الأخير الذي يحمل أغاني رياضية على الحضور هناك في المطار• استغرقت الرحلة حوالي أربع ساعات شهد فيها الوفد جوا رياضيا حاسما إلى أن وصلوا إلى مطار القاهرة الذي قضوا فيه 5 ساعات لم يشهدوا خلالها أي تدخل لعمال المطار عدا في استفزازهم وإثارة غضبهم من أجل الدخول معهم في مشادات انتهت بصراع كبير تم على إثره تخصيص حافلات لنقلهم الى فندق ''الهيلتون'' على أساس أن كل شيء رتّب لضمان استقبال جيد للوفد، غير أنهم صدموا بعدم وجود أي ترتيبات، والدليل على ذلك التهميش الذي انتهجته إدارة الفندق من خلال تركهم ساعات طويلة دون منحهم الغرف، ليتقرر ''عزمهم'' تناول وجبة العشاء فوق باخرة في نهر النيل• الجولة الثانية التي قادت الوفد الجزائري إلى الأهرامات كشفت له الوجه الحقيقي لشعب كان يحظى، على حد قول سيد علي، بثقافة عالية طالما اقتدينا بها، رجال الأمن يقولون ''أغلقوا الأبواب، أسدلوا الستائر ولا تظهروا اللون الأخضر'' هي أوامر أسديت بحق وفدنا من أجل حمايتهم في الظاهر، غير أن الباطن يظهر عكس ذلك، على اعتبار ان سائق الحافلة الذي قاد الوفد إلى ستاد القاهرة أوضحت نية الشعب المصري الذي رشق الحافلة بالحجارة دون رحمة ولا شفقة لتكمل الشرطة المصرية المتواجدة هناك العملية بتفتيشهم بطرق غريبة• غير أن الأغرب والمهين فيها الطريقة البشعة في تفتيش طالبتين كانت إحداهما حامل تعرضت لسوء المعاملة، غير أن هذا لا شيء أمام التصرف المخل بالحياء الذي انتهجته الشرطية حين فتحت الباب عنهما من أجل مشاهدتهما عاريتين من طرف المناصرين، ليكتمل مسلسل المصريين الاستفزازي بمحاصرة الأنصار الجزائريين وتوزيع مواد استهلاكية فاسدة عليهم ومنعم من الخروج بعد المباراة بهدف حمايتهم، بل لإثارة غضبهم والدخول معهم في شجارات تنتهي بموت الجزائريين• سيد علي تحدث في ختام معرض حديثه عن الصعوبات والعراقيل التي واجهوها في مطار القاهرة من أجل الحصول على جوازات سفرهم مطالبا في السياق ذاته الجهات العليا وعلى رأسها رئيس الجمهورية برد الاعتبار للشعب الجزائري قائلا ''أطلب من رئيس الجمهورية الغيور على بلده رد الاعتبار لبلد المليون ونصف المليون شهيد''• خالدة بن تركي
الروائية العربية أحلام مستغانمي تصرح لو أن هذه المقابلة الرياضية دارت في زمن عبد الناصر لرفع كل شعب أعلام الشعب الآخر صرحت الروائية العربية والجزائرية الأصل أحلام مستغانمي، في حوار أجرته معها مجلة ''إيلاف'' الإلكترونية العربية، على خلفية الصراع الكروي الذي نشب بين الفريقين الوطني الجزائري ونظيره المصري، أن هذه المباراة ستنتهي بعد ساعات طويلة من الخلافات، لكن الأحقاد ستبقى دفينة لأجيال القادمة• وأكدت صاحبة الثلاثية الشهيرة ''ذاكرة الجسد''، ''فوضى الحواس''، ''عابر سرير''، أن شياطين الفتنة والعفاريت التي خرجت من الفانوس السحري للكرة، سيصعب ردّها حيث كانت، وهذا ما جعلنا اليوم نضخم الأشياء الصغيرة بعد أن صغر ما كان كبيرًا في حياتنا، وأردفت قائلة ''شخصيا لا أحتاج إلى شهادتي في علم الاجتماع لأشرح سبب غليان الشارع الجزائري، لذلك سأتكلم كجزائرية، وأقول إن الجزائري بإمكانه أن يتساهل في كلّ شيء إلا الإهانة والتي يسميها عندنا ''الحفرة'' وبسبب كلمة ''راهم حفرونا'' أيّ أنّهم أهانونا التي قالها الرئيس بن بلة متحدثا عن الشعب المغربي الشقيق، دخلنا غداة استقلالنا ودماؤنا لم تجف بعد في حرب مع إخواننا المغاربة''• وأضافت ذات المتحدثة، قائلة ''ولو أن هذه المقابلة الرياضية، دارت في زمن عبد الناصر لرفع كلّ شعب أعلام الشعب الآخر، ولأهدى كلّ فريق نصره للفريق الثاني، ولكن زمن القومية ولّى والمؤامرة أكبر من أن نعيها لأنّنا داخلها ولأنّنا وقودها وبإمكان إسرائيل أن تتفرّج الآن علينا، وقد غدونا العدو البديل لبعضنا البعض، ما لم يتقبّله الجزائريون أن يُستقبل لاعبونا لا بأدب الضيافة العربية التي تجمعنا، بل بالحجارة التي كنّا نظنها لا تستعمل إلا في فلسطين، والحجارة هنا لم تكن للرشق بل للقتل•• بحكم وزنها، فقد اخترقت الزجاج المصفح وحطّمته لتستقر في رأس لاعبينا الذين شاركوا في المباراة مضمّدي الرؤوس، وبدل الاعتذار خرج لنا المصريون بسيناريو رسمي يليق بفيلم مصري، بعد أن شهد شاهد من أهلها هو سائق الباص بأنّ اللاعبين تعمّدوا إلحاق الأذى بأنفسهم!''• هذا وحضرت الروائية أحلام مستغانمي، رفقة الإعلامية الجزائرية خديجة بن قنة، المباراة التي جرت أمس بالخرطوم بين منتخبنا الوطني ونظيره المصري.