يستقبل أهل تندوف عيد الأضحى المبارك بارتياح عميق وثقة بالنفس خاصة بعد الفوز الذي حققه المنتخب الوطني في مباراة الخرطوم في 18 نوفمبر الجاري، وقد ارتدى الكثير من شباب المنطقة بدلات رياضية تحمل ألوان العلم الوطني تعبيرا منهم عن نشوة الحبور التي سيزينها لحم الأضحية التي جاءت هذا العام بأسعار متفاوتة أقلها 25 ألف دينار وأغلاها 36 ألف دينار، بينما فضل البعض الآخر من الطبقة المتوسطة اقتناء أضحيته من نوع ''السيداون'' في الوقت الذي عجز البعض الآخر عن اقتناء كبش العيد، في انتظار ما يجود به المحسنون من لحم أضاحيهم• ومهما تفاوتت القدرة الشرائية بين أفراد المجتمع تبقى فرحة التلاقي والتزاور هي السمة المميزة للعيد بتندوف• بينما يمضيه سكان البادية في التويزة من خلال الاشتراك في شراء جمل ونحره يوم العيد ليأكل منه كل أفراد المجتمع وتعميم الفرحة على الجميع أما بخصوص اللباس التقليدي، فهو ليس في متناول الكثيرين لاسيما النوع الرفيع منه والمعروف ب''البازاه''، وهو قماش حريري يجلب من الدول المجاورة بأثمان تفوق 16 ألف دج وقد يصل إلى 20 ألف دج• ونظرا لتدني القدرة الشرائية لأغلبية السكان، فإن اللجوء إلى اقتناء اللباس التقليدي المخاط محليا والمعروف باسم الدراعة، والتي بدأ الحرفيون المحليون يتفننون في طرزه ويتم خلال اليوم الأول وبعد انتهاء صلاة العيد تناول الشاي بالطريقة التقليدية وتبادل الزيارات للمغافرة، وتتم عادة بين سكان تندوف من خلال التذراع وهو لمّ الأطراف على الجسد وهذا عكس المصافحة لدى باقي المجتمعات الأخرى، كما يتم خلال المصافحة تبادل نمط من السلام المطول الذي يتم ضمنه التعرض لمختلف الأحوال والسؤال عن الأهل والأحباب وأخبار البادية وغيرها من الأمور المرتبطة بالحياة الاجتماعية للساكنة• وتزدهي شوارع المدينة بألوان زاهية وأفراح متناهية للأطفال وهم يرددون ''معاك معاك ياخضرة'' وكأن الارتباط بالوطنية مسألة لم تعد مرتبطة فقط بمدرجات ملعب الخرطوم، بينما يفضل البعض قضاء ثاني أيام العيد بالبادية والتمتع بصفاء السماء وبهاء الطبيعة الساحرة•