المجموعة الثامنة يأمل الإسبان أن تكون مشاركتهم رقم 13 في المونديال مختلفة تماما عن كل المشاركات السابقة التي كانت أحسنها عام 1950 حين احتلوا المركز الرابع وما عدا ذلك، فقد كانت بقية المشاركات باهتة، فحتى خلال استضافتها للبطولة عام 1982 لم يتمكّن الإسبان من تخطي الدور الأول إلا بصعوبة ثم سرعان ما أقصيوا في الدور الثاني لكن اليوم لا يشبه تماما البارحة، لأن منتخب إسبانيا استفاد كثيرا من قوة بطولته، فعانق اللقب الأوروبي وواصل اكتساحاته الكروية من خلال التصفيات، فكان المتأهل الوحيد الذي فاز بكل مبارياته العشرة التي خاضها في مجموعته الخامسة بتغلبه في الغدو والرواح على كل من البوسنة والهرسك، تركيا، بلجيكا، إستونيا وأرمينيا• وتأهل بهذه الطريقة من شأنه أن يمنح قوة إضافية لبطل أوروبا من أجل تسجيل أفضل النتائج في المونديال رغم الصعوبة الكبيرة التي تنتظر أشبال ديل بوسكي في الدور الثاني الذي يعد عقدة تاريخية أمام الإسبان، ففي آخر مونديال فازوا بكل مواجهات الدور الأول لكنهم سقطوا بغرابة أمام فرنسا• ويعول الثيران على استيعاب هذه الأخطاء حتى لا تتكرر خاصة مع أرمادة اللاعبين المبدعين وخط وسطها الذهبي مع تواجد هيرنالديز وإنيستا وسيلفا وغيرهم الذين ساعدتهم فاعلية المهاجمين ديفيد فيا وتوريس• وسيستهل الإسبان مشوارهم بمواجهة سويسرا التي لاقاها في المونديال الأمريكي وقصفها بثلاثية نظيفة كما واجه الهندوراس بقواعده 1982 وانتهت مواجهتهما بالتعادل (1 - 1) ويختمون الدور الأول بالشيلي• سويسرا البحث عن مشاركة استثنائية لمواصلة الأحلام الهيتزفيلدية تولى هيتزفيلد تدريب المنتخب السويسري خلفا للمدرب المشهور جاكوب كون صاحب الشعبية الكبيرة في سويسرا، والذي قاد المنتخب السويسري إلى نهائيات كأس الأمم الأوروبية عام 2004 وكأس العالم ,2006 لكنه استقال من تدريب الفريق بعد فشله في تجاوز الدور الأول (دور المجموعات) في كأس الأمم الأوروبية الماضية (يورو 2008) التي استضافتها سويسرا بالتنظيم المشترك مع النمسا، ليخلفه أوتمار هيتزفيلد الذي نجح في كسب رهانه مع الفريق بالتأهل للمونديال بفضل سياسته الناجحة في الاعتماد على اللاعبين المحترفين الذين قد يبرزوا أكثر في النهائيات قياسا بالفرحة التي عمّت مدربهم، أول أمس، أثناء القرعة فبغض النظر عن المواجهة الأولى ضد إسبانيا فالفريق سيلعب ضد كل من الشيلي والهندوراس• وتبدو حظوظ سويسرا كبيرة جدا للمرور إلى الدور الثاني• وكانت سعادة هيتزفيلد قد برزت منذ اقتراب تأهله للمونديال، لدرجة أنه صرح ذات مرة بأن نجاحه مع منتخب سويسرا أهم بكثير من تتويجاته مع أكبر أندية البوندسليغا بأغلى الألقاب الأوروبية وهي دورتموند ثم بايرن ميونيخ والتي جعلته المدرب رقم واحد في التتويج بدوري أبطال أوروبا فضلا عن تتويجه بلقب البوندسليغا 7 مرات كاملة وبطولة سويسرا مرتين• ورغم أنه كلاعب كان أحد القطع النشطة في الماكينات الألمانية، إلا أنه يؤكد في كل مرة أن سويسرا هي بلده الأصلي ويريد أن يهديها أحسن النتائج، علما بأنها ستشارك للمرة التاسعة لكنها صعدت في 3 مناسبات فقط للدور الثاني ولم يسبق لها وأن تجاوزت حاجز الدور ثمن النهائي• الهندوراس عودة من بعيد على أمل الوصول للمفيد لم ترحم القرعة منتخب الهندوراس، الذي يشارك للمرة الثانية في المونديال العائد إليه بعد غياب دام 27 سنة كاملة بعد أن غرقت في أزمة سياسية نتيجة الانقلاب العسكري، مما جعل الهندوراس يعيش عزلة دولية قبل أن يكسر منتخب كرة القدم هذه العزلة بتأهله عن جدارة واستحقاق للمونديال ودون اللجوء لمواجهة فاصلة وهذا بعد الهدية الأمريكية التي أبعدت كوستاريكا في الوقت بدل الضائع ومنحت التأشيرة لأشبال ريناردو رويدا، مما جعل الحكومة تقرر في اليوم الموالي للتأهل يوم عطلة مدفوعة الأجر نظرا لقيمة الإنجاز الكبير لزملاء ديفيد سوازو الذي يلعب لأنتر ميلانو وكذا نجم توتنهام ويلسون بالاسيوس وبقية المحترفين المنتشرين خاصة في بطولتي المكسيك وأمريكا والعازمين على إسعاد 7 مليون ونصف هندوراسي الحالمين ببداية جيدة مع الشيلي من أجل رفع المعنويات قبيل لقاء سويسرا على أمل أن تكون النهاية سعيدة بعد مباراة إسبانيا• الشيلي تأهل غير مسبوق وبييلسا أكبر معشوق أنهى منتخب الشيلي تصفيات المونديال لأمريكا الجنوبية في المركز الثاني وعلى بعد نقطة واحدة من البرازيل وهي نتيجة غير مسبوقة مرر بها منتخب '' الأحمر'' كما يلقب الإسفنجة على كل نكساته السابقة• ويعود الفضل في هذا التأهل الثامن من نوعه للمدرب الأرجنتيني بييلسا الملقب بالمجنون والمفتون بالكرة لحرصه الشديد على قضاء كل وقته في الكرة يدقق ويتمعّن في طريقة لعب كل المنتخبات حتى المغمورة منها التي لم ولن يلتق بها، كما يحرص على متابعة كل لاعبيه مع أنديتهم• وهذا هو سر تحقيقه لما عجز عنه غيره وجعله يحظى باحترام الجميع خاصة وأنه أعاد الروح لمنتخب الشيلي، الذي أصبح يعتمد على الكرات القصيرة، الفنيات والصلابة وأكثر من ذلك التركيز في مواصلات الحملات الهجومية حتى عندما يكون الفريق فائزا وشعاره في ذلك ''لا ينبغي الكف عن الكفاح''• وكانت أحسن نتائج الشيلي هي المركز الثالث في البطولة التي استضافتها عام .1962 ويتشكّل فريقها الحالي من مجموعة من اللاعبين الذين برزوا في مونديال كندا للشباب لعام 2007 حيث احتلوا هم أيضا المركز الثالث أبرزهم هدّاف التصفيات هامبرتو سوازو• لكن تبقى نقطة ضعف هذا المنتخب في الكرات العالية نظرا لقصر قامة أغلب لاعبيه• وسيستهل أشبال بييلسا مشوارهم بمواجهة الهندوراس ثم سويسرا وأخيرا إسبانيا• ويبقى المرور إلى الدور الثاني أقل ما يجب أن يفعله هذا الفريق•