حل أمس الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية، عبد القادر مساهل، بالعاصمة السودانية الخرطوم، في إطار زيارة تدوم ثلاثة أيام، سيستقبل خلالها من قبل الرئيس السوداني عمر حسن البشير، وكبار المسؤولين السودانيين• ويحمل الوزير رسالة من رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، إلى نظيره السوداني، عمر حسن البشير• ومن المقرر أن تكون للوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية خلال هذه الزيارة لقاءات أخرى مع كل من وزير الخارجية دينغ ألور، ووزير الدولة المكلف بالشؤون الخارجية، علي كرطي، ووزير الشبيبة والرياضة، محمد يوسف، وكذا مع مسؤولين آخرين، من بينهم مستشار الرئيس السوداني المكلف بملف دارفور، غازي صلاح الدين• وتندرج هذه الزيارة في إطار التشاور المنتظم بين البلدين على جميع الأصعدة والتحضير للاستحقاقات الكبرى الثنائية والإقليمية والدولية• كما سيشكل انعقاد اللجنة المختلطة الجزائرية - السودانية، المقررة في جانفي المقبل، أحد محاور المحادثات التي سيجريها الوزير مساهل بالخرطوم• وتعتبر زيارة الوزير عبد القادر مساهل تتويجا للعلاقات الممتازة بين الجزائروالخرطوم، والتي تعززت أكثر فأكثر بعد مباراة الجزائر ومصر بملعب أم درمان، والتسهيلات التي قدمتها السلطات السودانية لتنقل الأنصار الجزائريين إلى الخرطوم، وتجاوبها مع رغبة السلطات الجزائرية ذات الصلة، وهو الأمر الذي فتح الباب على مصراعيه أمام البلدين من أجل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، السياسية منها والاقتصادية، حيث صرح القائم بالأعمال في السفارة السودانية بالجزائر، محمد عبد العال هارون، ل''الفجر''، بأن ''المباراة كانت فرصة ليتعرف الشعبان على بعضهما البعض''، كما أشاد بمواقف الجزائر تجاه القضايا الإفريقية• وتشير كافة الانطباعات إلى أن زيارة مساهل إلى الخرطوم تأتي من أجل التحضير لزيارة مرتقبة للرئيس السوداني، عمر حسن البشير، إلى الجزائر، خاصة بعد الرسالة الحميمية التي وجهها له الرئيس بوتفليقة عقب فوز الجزائر وتأهلها إلى كأس العالم في مباراة أم درمان• كما أن زيارة البشير إلى الجزائر تعد كذلك موقفا جزائريا قويا يعبر عن رفضها مذكرة التوقيف الدولية التي صدرت بحق الرئيس السوداني من طرف محكمة الجنايات الدولية، حيث نقل القائم بالأعمال السودانية بالجزائر في حوار سابق مع ''الفجر'' قول رئيس الجمهورية إن ''الجزائر مع عمر البشير ظالما أو مظلوما''، في وقت تجرأت دول أخرى إلى دعوة البشير لتسليم نفسه، كما أن الجزائر سبق وأن عبرت عن عدم التزامها بهذه المذكرة وبالمؤسسة التي أصدرتها، والتي تعتبر بمثابة كيل بمكيالين، على اعتبار أن المجرمين الإسرائيليين والغربيين بقوا بعيدين عن أية متابعة أو محاكمة•