سلطت أمس محكمة الجنايات لمجلس قضاء العاصمة عقوبة الإعدام ضد ”ب. محمد” المتورط في عدة مجازر بداية من 1998 راح ضحيتها أعوان الأمن والمواطنين العزل بمن فيهم الأطفال والنساء اللائي تم اختطافهن واغتصابهن جماعيا لفترة لا تقل عن شهر، من طرف الجماعة المسلحة الناشطة بمنطقة الشلف التي كان ينتمي إليها، تطبيقا لفتوى عموم الردة على الشعب الجزائري، التي أصدرها عنتر زوابري الأمير الوطني للجماعات الإسلامية المسلحة سابقا خلال التسعينيات، وطالب بتنفيذها. انطلق نشاط ”ب. محمد” المتابع بجناية الاعتداء بغرض نشر التقتيل والانخراط في جماعة إرهابية مسلحة حيازة سلاح حربي، ضمن صفوف الجماعات المسلحة بمنطقتي الشلف والبليدة، من 1998 إلى غاية 2004، حيث تم العثور بعد إلقاء القبض عليه من طرف مصالح الأمن على مسدس آلي بحوزته من صنف ”أسترا” عيارة 9 ملم ورخصة سياقة مزورة للمدعو ”ب.ب” الذي قضى عليه، ووضع عليها صورته لتسهيل تنقله بين الجماعات المسلحة التي تم تجنيده فيها مارس 1998، وطالبته بالالتحاق بها للإطاحة بنظام الحكم السائد آنذاك، فاقتنع بالفكرة، وباشر التدريب على استعمال الأسلحة والقتال، وتعرف على أفراد جماعة الأمير ”أبو ياسين” بالشلف، والذين نفذوا حاجزا مزيفا لأفراد الحرس البلدي، وقضوا على ثلاثة أفراد واستولوا على بنادقهم نصف الآلية.كما ساهم ”ب. محمد” خلال نفس الفترة برفقة الأميرين ”أسامة.و” و”إسماعيل” في سلب أموال والاستيلاء على المؤونة، وفي اغتيال شخصين تاركين للصلاة، أحدهما رميا بالرصاص والآخر ذبحا بطريقة وحشية، وهي العملية التي أصبح بعدها ذات المتهم محل ثقة من طرف الجماعة الإرهابية الناشط في صفوفها، والتي تلقت أوامر من طرف عنتر زوابري الأمير الوطني لما يسمى بالجماعات الإسلامية المسلحة ”الجيا” سابقا، تنص على الاستمرار في تنفيذ المجازر والعمليات ضد قوات الأمن بالمنطقة تنفيذا للفتوى التي أصدرها حول ”عموم الردة على الشعب الجزائري”. واقتحم المتهم برفقة عدد من أفراد جماعته فيلا تقع ب”أبو الحسن” بالشلف، كانت السلطات قد سلمتها سابقا إلى جماعة ”بن عائشة” التي أقامت هدنة مع الأمن سنة 1997، حيث تمكنت المجموعة المسلحة من اقتحام هذه الفيلا بعد اشتباكات بين الطرفين دامت حوالي ساعتين، والاستيلاء على بنادق صيد وقتل أفراد جماعة ”بن عائشة”. وارتكب ”ب. محمد” عدة مجازر، راح في إحداها 50 مواطنا أعزل، واختطاف تسع نساء واغتصابهن بوحشية بمركز الجماعة الإرهابية التي اغتالت هذه النسوة بعدما اكتشفت قوات الجيش الوطني الشعبي لهذا المركز، واضطرت إلى تغيير المكان. واستمرت جرائم الجماعة التي ينتمي إليها ذات المتهم والتي لم يسلم منها حتى الرعاة والفلاحون، إلى أن كلفه الأمير ”إلياس” بالتنقل برفقة مجموعة من الإرهابيين الآخرين إلى منطقة الشريعة بالبليدة للالتقاء بعنتر زوابري الأمير الوطني للجماعة الإسلامية المسلحة ”الجيا” سابقا، الذي سلمهم 18 مليون سنتيم وصواعق خاصة بالمتفجرات، وانقسمت المجموعة الإرهابية إلى مجموعتين، وقعت إحداها والتي يقودها عنتر زواربي في اشتباك مع أفراد الجيش الوطني الشعبي بإحدى المناطق المحاذية لمدينة مليانة بعين الدفلى، قضى فيها عنتز زواربي على كل النساء والأطفال الذين كانوا برفقتهم لكي لا يكونوا عائقا في سيرهم. ونفى ”ب. محمد” نشاطه ضمن صفوف الجماعات الإرهابية بداية من 1998، وأفاد أنه غادر أرض الوطن باتجاه ليبيا في أواخر جوان 1997 عن طريق وادي سوف، ومكث بهذا البلد إلى غاية 2004، غير أن التحقيقات أثبتت عكس ذلك حسب ما جرى في جلسة المحاكمة أمس، التي التمس فيها النائب العام تسليط عقوبة الإعدام ضد المتهم، الذي سبق وأن أدانه مجلس قضاء الشلف بنفس العقوبة، ومكث بالإقامة الجبرية بعد إلقاء القبض عليه في الفاتح ديسمبر 2004 حسب دفاعه بناء على تعليمة صادرة من وزارة الداخلية.