أعلنت أربع نقابات من التربية والصحة الاتفاق عن الميلاد الرسمي لتكتل نقابي اختير له اسم كونفدرالية النقابات الجزائرية، لمواجهة الإجراءات التعسفية للحكومة في حق ممارسي الصحة والأساتذة، من خصم للأجور وتهديد بالطرد من مناصبهم، متعدية بذلك على الحق النقابي وينتظر أن تدخل في أول حركة احتجاجية في الفاتح من ماي المقبل، الذي يتزامن مع عيد العمال حتى يكون يوم “غضب” على الأوضاع المزرية التي يعيشها العامل في الوظيف العمومي، في انتظار التنسيق أكثر للتصعيد بشكل موحد وبإشراك نقابات القطاع الاقتصادي الخاص. وحسب بيان عن النقابات المنضوية تحت لواء الفدرالية، من الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين، المجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم الثانوي والتقني، النقابة الوطنية للممارسين الأخصائيين في الصحة العمومية والنقابة الوطنية للممارسين في الصحة العمومية، استلمت “الفجر” نسخة منه، فإن تأسيس هذه الهيئة جاء إثر اجتماع انعقد يوم أول أمس الاثنين، أين تم تسليط الأضواء على كيفية تجاوز واقع يتميز بالخروقات المسجلة على ممارسة الحق النقابي والتعدي على الحق في الإضراب بالجزائر، وفي وضع يشهد تدهورا فظيعا للقدرة الشرائية وتهميش النقابات المستقلة. وبالمناسبة، نددت النقابات المشاركة بالإجراءات التعسفية للحكومة في حق ممارسي الصحة العمومية وعمال التربية، مثل الخصم من الأجور والتهديد بالفصل، محذرة السلطات العمومية باستعمال كل السبل القانونية لتحقيق كافة المطالب التي منها إعادة النظر في القوانين الأساسية الخاصة بكل من الممارسين الأخصائيين والعامين في الصحة العمومية، واستدراك ما لحق القانون الخاص لأسلاك التربية من نقائص وتكريس مبدأ التضامن النقابي. وأوضح المكلف بالإعلام بنقابة “الانباف”، عمراوي مسعود، أن النقابات أعلنت فقط حاليا عن التأسيس، مؤكدا أن هناك إجراءات عديدة يجب اتخاذها قبل التفكير في أي احتجاجات، وهو موضوع اللقاء الثاني الذي يجمعهم بحر الأسبوع المقبل بهدف صياغة القانون الأساسي واختيار الرئيس، زيادة على وضع برنامج عمل مستقبلي، وكذا وضع شروط تحدد كيفية انخراط النقابات المستقلة في الفيدرالية، قائلا “ليس أيا كان يستطيع الانضمام” في إشارة منه إلى أشباه النقابات المدعمة من طرف الوصايات التي فضحتها الإضرابات. من جهته، ثمن المنسق الوطني ل”الكناباست”، نوار العربي، هذا التنظيم الجديد، الذي ينتظر حسبه أن ينال ترخيصا قانونيا من وزارة العمل لمباشرة نشاطاته، في الوقت الذي قال فيه رئيس النقابة الوطنية لممارسي الصحة العمومية، مرابط الياس، إن الخطوات تتجه إلى خلق فضاء نقابي يشمل مجمل النقابات الجزائرية مع الحفاظ على الاستقلالية الذاتية لكل واحدة منها. وأضاف مرابط أن الفيدرالية تضم نقابات الوظيف العمومي في الوقت الراهن، غير أن مسعاها الحقيقي هو ضم كل النقابات حتى خارج القطاع العمومي، في إشارة إلى القطاع الخاص ممثلا في القطاع الاقتصادي، من شأنها محاورة الحكومة حول المطالب التي تسعى إلى تحسين الظروف الاجتماعية والمهنية لكافة العمال ومواجهة الأساليب الردعية الممارسة في حق النقابيين والإطارات النقابية. ونقل المتحدث أهم المقترحات التي أثيرت خلال النقاش، على غرار الاحتجاجات التي تطمع الفيدرالية شنها مستقبلا، كاشفا عن قرار تنظيم تجمع احتجاجي بمناسبة عيد العمال لإيصال معاناتهم للحكومة، وهو ما فصلت فيه نقابتا الصحة، حسبه، على غرار نقابات التربية التي ستدخل كذلك في احتجاجات ستصب في ذات الموضوع غير أنها ستكون بشكل انفرادي، في انتظار الدخول رسميا في حركة موحدة مستقبلا. وفي شق آخر، كشف رئيس نقابة “السناباست”، مزيان مريان، عن تأخر ميلاد الاتحاد الوطني للنقابات المستقلة الذي ينتظر أن يكون منافسا للفيدرالية، مؤكدا أن لديهم الوقت الكافي لتأسيسه والاتفاق على برنامج نقابي واضح، بعد أن أكد أن الفلسفة النقابية قد تكون مختلفة بين الهيئتين دون أن يحسم في إمكانية الدخول في عمل مشترك.