عرف أكبر سوق شعبي للخضر والفواكه على مستوى ولاية ڤالمة، وهو سوق شارع التطوع، الكائن وسط المدينة، في ساعات مبكرة من صباح أمس الإثنين، عملية تطهير وإزالة للمحلات التجارية. وأثناء عملية الهدم، وقف سكان مدينة ڤالمة على ما وصفوه بالكارثة الحقيقية، إذ عثر على أكوام من الديدان، وفئران عجزت عن الحراك بعد أن امتلأت بطونها بفضلات السوق، وروائح كريهة انتشرت في المكان، جراء النفايات المتحللة وشاحنات البلدية تغادر ثم تعود لحمل ما أمكن من النفايات والأوحال، كما استعملت خراطيم المياه لدفع كتل الأوحال السوداء وفتح أنظمة الصرف الصحي المغلق ورشها بمواد التطهير للتخفيف من الروائح المنبعثة من تحت الصناديق البلاستكية والخشبية التي تحوّلت إلى أوكار للفئران والديدان الضخمة. هذا الوضع الكارثي الذي وجد عليه أكبر سوق للخضر على مستوى الولاية بعث في نفوس السكان الذين كانوا بعين المكان أثناء عملية الهدم الحسرة على ما وصل إليه جشع هؤلاء التجار بالمخاطرة بصحتهم وصحة أبنائهم، فوضع السوق يندى له الجبين بعد أن تابعه الڤالميون وسط حضور مكثف لقوات الأمن تحسبا لأي طارئ أو احتجاج قد يحدثه التجار الذين عملوا بالسوق لسنوات طويلة دون رقيب أو حسيب، لكن التجار هذه المرة لم يتحركوا كما جرت العادة، بما أنهم أحسوا أنهم مذنبون بما اقترفوه في حق الزبائن بعد سنوات طويلة من احتلال الأرصفة والطرقات وردم النفايات طبقة فوق طبقة، إلى أن تحللت البقايا العضوية لهذه النفايات وخرجت الديدان والفئران وانتشرت الروائح في كل مكان. المواطنون الذين تتبعوا عملية الهدم شعروا بالارتياح أخيرا بعد تحرير الأرصفة من الباعة الفوضويين وهو ما سمح بظهور شارع التطوع بجمال لم يشاهده المواطن الڤالمي منذ سنوات طويلة.