شدد الأستاذ بكلية الشريعة الإسلامية بجامعة الكويت، الدكتور بسام الشطي، على أهمية الحفاظ على كتاب الله والتمسك بقيم النبي صلى الله عليه وسلم، مستشهدا بالحديث الشريف “تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله وسنتي”، مطالبا بحب صحابة النبي والأخذ بأقوالهم وأفعالهم والاقتداء بأخلاقهم والسير على نهجهم فهم القدوة الحسنة، وهم مدرسة الأخلاق المحمدية، وهم من جاهدوا في الله حق جهاده في سبيل إعلاء كلمة لا إله إلا الله ونشر الإسلام. وقال إن المطالع لسيرة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم يعلم إنّه كان من صفاته أن يعفو عمن ظلمه ويصل من قطعه ويحسن إلى من أساء إليه، وإنّه كان لا يزيده كثرة الأذى عليه إلا صبرا وحلما، مشيرا إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم برغم شجاعته العظيمة كان لطيفا رحيماً فلم يكن فاحشاً ولا متفحشا ولا صخاباً في الأسواق ولا يجزي بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويصفح. وذكر أن البشر يخطؤون ويصيبون والنبي صلى الله عليه وسلم قال: “كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون” وقال: “لا يدخل النار من أصحاب الشجرة”.. يعني بذلك من بايعوا بيعة الرضوان تحت الشجرة، وأن الله تعالى قد قال في حقهم: “لقد تاب الله على النبي والمهاجرين...” ثم قال في نهاية الآية: “.. ثم تاب عليهم..” فكرر توبته سبحانه عليهم مرتين، وأثنى الله عليهم فقال: “لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل..”. وهناك من الصحابة من أخطأ، ومنهم الغامدية التي زنت ثم رجعت وتابت وجاءت إلى رسول الله تائبة وطلبت منه أن يقيم عليها الحد وأن يرجمها، وبعد وفاتها قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم: “لقد تابت توبة لو وزعت على أهل المدينة لوسعتهم”، وكذلك حادثة الصحابي حاطب بن أبي بلتعة الذي حذر الكفار في قريش وأبلغهم بأن الرسول سيأتي لغزوهم فلما علموا بأمره قال بعض الصحابة: يا رسول الله نقتله ولكن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لعل الله اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فإني قد غفرت لكم”، وأثنى عليه النبي وقال إنه شهد مع الرسول غزوة بدر وصلح الحديبية.