مسؤول أوغندي قال: إن بلاده ستؤدب مصر لأنها دولة استعلائية! رفضت أن تتحاور مع دول منبع النيل! لست أدري لماذا لا أتذكر شخصيا من أوغندا غير حادثة الهجوم الإسرائيلي على مطار عنتيبي سنة 1985، حين قام الإسرائيليون بإنزال جوي في عنتيبي والهجوم على الطائرة الإسرائيلية المختطفة والمحولة بالرهائن إلى مطار عنتيبي..! وقام الإسرائليون بعملية ناجحة.. حرروا من خلالها الرهائن! وكانت العملية شبه نزهة إسرائيلية في الأراضي الأوغندية.. ووصلوا إليها عبر عدة بلدان عربية! وإفريقية! الآن الأوغنديون أصبحوا قوة ويؤدبون مصر حسب المسؤول الأوغندي! ولست أدري هل أوغندا هي التي كبرت وأصبحت تؤدب الكبار؟! أم مصر هي التي صغرت فأصبح يؤدبها الصغار؟! أتذكر أن مصر هي الأخرى قامت سنة 1986 بعملية عسكرية في مطار "لارناكا" في مالطا لتحرير رهائن طائرة مختطفة ومحولة إلى مالطا.. وكانت العملية العسكرية المصرية تشبه العملية الإسرائيلية في مطار عنتيبي! ولكن العملية المصرية لم تكن ناجحة لأنها أحدثت "ارناكة" في مطار لارناكا! حيث حدثت مجزرة في صفوف الكومندوس الجنود المهاجمين المصريين الذين قتل بعضهم بعضا في الهجوم وقتلوا الرهائن أيضا. تصريح المسؤول الأوغندي هذا لا يختلف عن تصريح الزهار الذي أطلقه أخيرا حول ما أسماه تعامل المصريين مع الموضوع الفلسطيني وخاصة حماس، من خلال المخابرات المصرية وليس وزارة الخارجية المصرية كما تفعل أمريكا وإسرائيل! المصيبة أن العرب، كل العرب، والفلسطينيين أيضا، وافقوا على تعامل المصريين مع القضية الفلسطينية بالمخابرات في وقت تتعامل أمريكا وإسرائيل مع الفلسطينيين بالمسؤولين في الخارجيتين الأمريكية والإسرائيلية، ومع ذلك يدعي العرب بأن إسرائيل وأمريكا هما اللتان ترفضان قيام دولة فلسطينية.. والحال أن العرب عبر مصر والجامعة العربية هم الذين يرفضون قيام دولة فلسطينية من خلال التعامل مع الحالة الفلسطينية كحالة أمنية فقط! العرب فقدوا ثروتهم المائية في دجلة والفرات والنيل ونهر الأردن والليطاني مثلما فقدوا بالأمس ثروتهم البترولية.. بالأمس إسرائيل واليوم أوغندا وإسرائيل!