ستكون الأنظار موجهة اليوم إلى ملعب ”سوكر سيتي” في جوهانسبورغ، حيث ”يتقارع” منتخبا هولنداوإسبانيا على التتويج باللقب الأغلى عندما يتواجهان في نهائي مونديال جنوب إفريقيا 2010 ”الماتادور” و”الطواحين” يبحثان عن التتويج الأول بلغ المنتخب الإسباني النهائي للمرة الأولى في تاريخه بعدما وضع حدا لمغامرة نظيره الألماني الشاب بفوزه عليه في نصف النهائي بفضل هدف وحيد سجله مدافعه كارليس بويول. أما المنتخب الهولندي فتخلص من نظيره الأوروغوياني بالفوز عليه (3/2)، ليبلغ النهائي للمرة الأولى منذ 32 عاما وتحديدا منذ خسارته أمام الأرجنتين بعد التمديد عام 1978، والثالثة في تاريخه بعد خسارته نهائي 1974 أمام ألمانياالغربية. ونجح المنتخب ”البرتقالي” في أن يتخلص من صفة الفريق الخارق في الأدوار الأولى والعادي في المباريات الإقصائية، لكنه يأمل ألا يطارده شبح 1974 و1978 حين كان قريباً جداً من المجد، قبل أن يسقط في المتر الأخير أمام البلدين المضيفين، لكنه لن يواجه هذه العقدة في جنوب إفريقيا لأن طرفي النهائي يلعبان بعيداً عن ديارهما. وبغض النظر عن هوية الفائز في هذه المواجهة التاريخية للبلدين، فإن الكأس ستبقى في القارة الأوروبية بعد أن توجت بها إيطاليا قبل أربعة أعوام بفوزها على ضيفتها فرنسا بركلات الترجيح. ومن المؤكد أن المنتخبين الإسباني والهولندي اللذين لم يتواجها سابقا في النهائيات، لا يكترثان بتاتا بمسألة المنافسة الأوروبية - الأمريكيةالجنوبية لأن كل منهما يبحث عن المجد لنفسه. مواجهات فردية من نوع خاص وستكون معركة ”سوكر سيتي” نارية تماما نظراً إلى أن صفوف المنتخبين تعج بالنجوم الكبار الذين تركوا بصماتهم بشكل رائع في المونديال الأول على الأراضي الإفريقية، وعلى رأسهم مهاجم ”لا فوريا روخا” دافيد فيا وصانع ألعاب ”البرتقالي” ويسلي سنايدر اللذين يخوضان مواجهة خاصة بينهما، لأنهما مرشحان للحصول على الحذاء الذهبي لأفضل هداف في النهائيات وكل منهما يملك خمسة أهداف حتى الآن. وقال مايسترو خط الوسط تشافي هرنانديز: ”أنا سعيد للغاية لأننا استحققنا هذا الفوز (على ألمانيا) وبلوغ النهائي. هولندا فريق كبير ويملك لاعبين جيدين في المقدمة والوسط. إذا لعبنا جيداً مثل اليوم (أمام المانيا) فحظوظنا كبيرة”. وقال قائد المنتخب وحارس ريال مدريد إيكر كاسياس الذي حطم الرقم القياسي المحلي من حيث عدد الدقائق التي حافظ فيها على نظافة شباكه (313 حتى الآن) ”إنها العدالة، لأن إسبانيا لعبت بشكل أفضل... بعد انتظار طويل، إسبانيا في نهائي كأس العالم. أملك شعوراً منذ مشاركتي مع منتخبات الفئات العمرية أنني سأخوض هذا النهائي. سيطرنا على اللعب. نملك ذكرى كأس أوروبا لكن المونديال يختلف”. أما عن مباراة هولندا، فقال كاسياس: ”هولندا؟ كانت إحدى الفرق التي لعبت كرة مميزة، ستكون مناظرة جميلة للغاية”. أما مدرب ”لا فوريا روخا” فيسنتي دل بوسكي فعلق قائلاً: ”لا أعطي أسماء، أعتقد أن جميع اللاعبين كانوا رائعين. لكن حذار، تبقى أمامنا مباراة النهائي! أفكر في جميع الذين عملوا كثيراً مع هذا المنتخب منذ سنوات. نعرف كرة القدم الهولندية. ستكون المباراة النهائية صعبة جدا”. البرتقالي يسعى للقب في النهائي الثالث وفي المعسكر الآخر، سينجح المنتخب الهولندي في معادلة رقمين قياسيين في حال خرج فائزاً من مواجهته التاريخية مع إسبانيا والظفر بلقبه العالمي الأول، لأنه لم يذق طعم الهزيمة في 25 مباراة على التوالي، بل إنه فاز في المباريات الثماني التي خاضها في التصفيات الأوروبية المؤهلة إلى جنوب إفريقيا 2010، كما أنه فاز في مبارياته الست في النهائيات حتى الآن، وفي حال خروجه فائزا من مواجهة اللقب سيعادل الرقم القياسي الذي حققه المنتخب البرازيلي في طريقه إلى لقب بطل مونديال المكسيك 1970. كما سيعادل المنتخب الهولندي في حال فوزه باللقب للمرة الأولى الرقم القياسي من حيث الفوز بجميع المباريات في النهائيات (7) والمسجل أيضاً باسم البرازيل خلال مونديال كوريا الجنوبية واليابان عام 2002. ولم يذق رجال المدرب بيرت فان مارفييك طعم الهزيمة منذ سقوطهم في أيندهوفن أمام المنتخب الأسترالي (1/2) ودياً في السادس من سبتمبر 2008، علماً بأنه لم يسبق للمنتخب البرتقالي أن حافظ على سجله الخالي من الهزائم ل25 مباراة على التوالي. لكن فان مارفييك لا يكترث لجميع هذه الإحصائيات وكل ما يريده هو أن يحافظ لاعبوه على تركيزهم لأن التأهل إلى نهائي كأس العالم للمرة الأولى منذ 32 عاماً ”لا يعني أننا فزنا بأي شيء”. ورأى أن فريقه يتمتع بروح جماعية قوية، رافضا أي تلميح بشأن أنانية أو تعجرف اللاعبين، ومؤكداً أنهم يفكرون حصراً بالمباراة. مضيفا: ”ما حصل قبل وصولي لا أعيره اهتماماً مع فائق احترامي. قمت بالأشياء على طريقتي، نلعب كرة جيدة وفي بعض الأحيان كرة جميلة، لكن في الماضي كنا نفوز ثم نبالغ في ثقتنا بالنفس. سأحاول أن أقول للاعبي فريقي إنه سيكون هناك دائماً مباراة تالية. أحاول أن أمنحهم المزيد من الثبات من خلال تعليمهم كيفية الدفاع بطريقة صحيحة، أعشق الكرة الهجومية، لكن يجب أن نستحوذ على الكرة”. في المونديال الحالي، فإن المنتخب الهولندي يبرع بنظامه وانضباطه داخل الملعب أكثر من اعتماده على الكرة الجميلة والاستعراضية، وقد أعطت هذه الخطة ثمارها ونجح منتخب ”الطواحين” في الوصول إلى النهائي بعد غياب 32 عاماً. وبدوره قال قائد المنتخب مارك فان بومل: ”لا أستطيع أن أصدق ما يحصل. بلغنا المباراة النهائية، إنه أمر رائع... في المرة الأخيرة التي خاضت فيها هولندا المباراة النهائية كنت أبلغ من العمر عاماً واحداً. من أجل تحقيق الفوز كان يتعين علينا أن نحافظ على هدوئنا”. سيرجيو بوسكيتس ”علينا شل تفكير شنايدر” اليوم أعرب لاعب خط الوسط الإسباني، سيرجيو بوسكيتس، عن اعتقاده أن لديه الطريقة السرية للقضاء على خطورة نجم خط الوسط الهولندي، ويسلي شنايدر، في المباراة التي تجمع الفريقين، اليوم، في نهائي كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا، مشيرا إلى أنه يجب عدم منح شنايدر الفرصة للتفكير. وقال بوسكيتس في بوتشفستروم ”شنايدر أظهر مدى روعته كلاعب بالفوز مع إنتر ميلان بثلاثية (الدوري والكأس الإيطالية ودوري أبطال أوروبا) في الموسم الماضي”. وأضاف ”من أجل إيقافه، نحتاج التماسك كوحدة واحدة وعدم السماح له بالحصول على وقت، حتى للتفكير. هذا ما فعلناه مع (الألماني مسعود) أوزيل”. وأعرب لاعب خط وسط برشلونة عن اعتقاده أن المنتخب الإسباني لعب أفضل مباراة له في البطولة أمام المنتخب الألماني في الدور قبل النهائي، ولكنه يأمل تقديم عرض أفضل في النهائي. وأضاف بوسكيتس قبل المباراة التي تقام في استاد ”سوكر سيتي” في جوهانسبورغبجنوب إفريقيا ”عندما تصل إلى المراحل الأخيرة من بطولة، لا يكون هناك منافس سهل”. وأعلن بوسكيتس أيضا أن غرفته تعرضت للسرقة صباح يوم المباراة أمام ألمانيا، ولكنه رفض الإدلاء بتفاصيل لأنه لا يريد ”أي نوع من الاضطرابات قبل الدور النهائي”. الدبلوماسي دي كليرك ”أشجع هولندا، وأسعد لإسبانيا” اتبع الرئيس السابق لجنوب إفريقيا، فريدريك ويليام دي كليرك، دبلوماسيته المعهودة ، لدى سؤاله عن الفريق الذي يشجعه للفوز بلقب كأس العالم بجنوب إفريقيا، ”هولندا أو إسبانيا”. ورغم أن معظم الأفارقة الذين ينحدرون من المستوطنين الهولنديين يساندون المنتخب الهولندي، إلا أن آخر رئيس أبيض لجنوب إفريقيا قال”إنني محايد”. وقال دي كليرك ”إن الدماء الهولندية تجري في عروقي، لذا سأهتف من أجل فوز هولندا، ولكني قضيت واحدة من أفضل عطلات حياتي في إسبانيا، لذا سأكون في منتهى السعادة لها أيضا”. وسيغيب دي كليرك عن المباراة النهائية، حيث يحضر حفل خطوبة في كيب تاون، ولكنه أكد أنه سيتابع المباراة عبر شاشة التلفاز. أريين روبنفي النهائي لا يهم كيف تلعب ما دمت ستفوز أعلن آرين روبن، نجم الطواحين البرتقالية، أن جمال الأداء لا يهمه طالما يتحقق الفوز لبلاده. وقال روبن في حوار مع الموقع الرسمي للاتحاد الدولي لكرة القدم ”أفضل فوزا قبيحا عن الخسارة بأداء جميل”. وتابع ”يمكننا دائما لعب الكرة الجذابة، لكن علينا أولا الاعتماد على تنظيمنا الجيد، إذا كنت منظما فأنك تعرف أن هدفا واحدا قد يكفيك وهو ما فعلناه إلى الآن”. وكان ديل بوسكي قال عن مواجهة هولندا في النهائي بقوله ”حقيقة تأهل أفضل ممثلين للكرة الأوروبية الجميلة، ونتمنى أن نقدم نهائي هجومي ممتع لكل المشاهدين”. وأضاف روبن ”المهم هنا أننا في نهائي كأس العالم، وبدءا من الآن طريقة لعبك لا تهم كثيرا، بالتأكيد الرغبة في تقديم كرة جيدة موجودة لكن الأهم النتيجة”. وأردف جناح بايرن ميونخ ”سمعنا ما فيه الكفاية عن مدى جمال لعبنا لكن هذا الكلام لم يوصلنا لشيء إننا نرغب في تحقيق إنجاز ما”. إلى ذلك، كشف روبن عن خوضه مباريات البطولة رغم عدم تعافيه تماما من الإصابة التي لحقت به قبل انطلاق المونديال. وأوضح اللاعب البالغ من العمر 26 عاما ”لا أرى أني وصلت لمستواي الأفضل، لكن هذا بسبب الإصابة، نعم إنها لا تمنعني عن اللعب لكني سأكذب لو قلت إنني لا أعاني من أية آلام”. وأتم ”أنا أتحسن لكني لست في أفضل حال لذا أبذل أقصى ما يمكنني فعله”.