اتخذ وزير التربية الوطنية، أبو بكر بن بوزيد، قرارا يقضي بعدم استمرار تعامل وزارته مع متعامل الهاتف النقال “موبيليس” فيما يخص الإعلان عن نتائج البكالوريا مستقبلا، ليتكفل الديوان الوطني للبكالوريا بالمهمة لا غير، فيما أكد على صعيد آخر أن تعويضات الأساتذة الخاصة بسنة 2009 ستسلم خلال شهر سبتمبر. بن بوزيد يؤكد: تعويضات الأساتذة ستصرف خلال سبتمبر القادم بدا واضحا من كلام المسؤول الأول عن قطاع التربية أنه مستاء جدا وغير راض تماما جراء الفوضى التي حدثت خلال الإعلان عن نتائج البكالوريا لدورة 2009 / 2010 من قبل متعامل الهاتف النقال “موبيليس”، وذلك خلال التصريح الذي أدلى به أمس الأول على هامش مأدبة عشاء نظمتها الوزارة بمقر نادي الجيش ببني مسوس على شرف الناجحين الذين تحصلوا على درجة امتياز، بحضور بعض الوزراء، مستدلا بما حدث مع ثمانية تلاميذ بثانوية بوعمامة بالعاصمة المعروفة بديكارت سابقا، والذين اعتمدوا حسب ما أكده على الخدمة التي تقدمها “موبيليس” لمعرفة نتائجهم التي أبانت أنهم ناجحين، ليفاجأوا بعد تنقلهم إلى مؤسستهم التربوية بأن أسماءهم وردت ضمن قائمة الراسبين. وقال بن بوزيد إن النتائج تم الإعلان عنها رسميا من قبل الوصاية بتاريخ 6 جويلية، وأمام هذا الوضع الذي لم يتقبله الوزير قرر عدم التعامل مجددا مع هذا المتعامل فيما يخص الإعلان عن النتائج، مضيفا في نفس الصدد أن الديوان الوطني للبكالوريا المخول الوحيد للإعلان عن النتائج مستقبلا، وسيتمكن التلاميذ بفعل ذلك من معرفة النتائج المحصل عليها إما من خلال مؤسساتهم التربوية أو عبر الأنترنت. وبلغة شديدة اللهجة، أشار الوزير إلى أن البكالوريا الخاصة بالعام الجاري “لم تكن سياسية كما روج لذلك”، وذلك بالنظر إلى النسبة الجيدة التي تم تسجيلها لأول مرة والتي بلغت 61.23 بالمائة، والدليل على ذلك كما جاء على لسانه أن النتائج كانت جيدة و”بمنتهى الشفافية” رغم الاستغناء عن الدورة الثانية والإنقاذ، وذهب إلى أبعد من ذلك حيث قال إنه لو تم الاعتماد عليهما لسجلت نتائج تتجاوز تلك المسجلة بكثير، والفضل في ذلك يعود إلى جمعيات أولياء التلاميذ التي أثنى عليها، وكذلك التلاميذ الذين اهتموا بمشوارهم الدراسي. واعترف الوزير بأن ولاية الجلفة عرفت نتائج هزيلة، مشيرا إلى أنها ليست الوحيدة على اعتبار أن حوالي عشر ولايات لم تحقق النتائج المرجوة على غرار البرج والمسيلة وغيرها، وهذا لا يعني حسب الوزير أن تلك الولايات لا تبذل جهودا قصد تحسين النتائج، موضحا بأنها سجلت بعض التأخر لا يمكن تداركه في سنتين أو ثلاث سنوات. واعتبر الوزير أن قطاع التربية يعد القطاع الوحيد في نظره الذي أنهى قانونه الأساسي وكذا نظام تعويضات محدد، كما يحتوي على الزيادات التي يستفيد منها الأساتذة، مشيرا إلى انه تقرر تسليم التعويضات لأصحابها خلال سبتمبر القادم. مسؤول بموبيليس يرفض تحميل المؤسسة المسؤولية ويؤكد: سبب الخلط في النتائج يعود إلى تشابه أرقام التسجيل رفض أمس مستشار الرئيس المدير العام لشركة “موبيليس”، محمد دعاس، تحميل شبكتهم مسؤولية الخطأ في الإعلان عن نتائج البكالوريا الخاصة ب17 تلميذا بثانوية الشيخ بوعمامة بالعاصمة، الذين أثبتت الرسائل القصيرة ل”موبيليس” نجاحهم إلا أنهم اصطدموا بواقع رسوبهم في الامتحان لدى تفقدهم للقوائم الاسمية بالثانوية. وأوضح دعاس في هذا الصدد، في اتصال مع “الفجر”، أن سبب الخطأ الذي اكتنف نتائج هؤلاء التلاميذ يرجع إلى طبيعة امتحان البكالوريا المخصص لهم، والذي يعد امتحانا من نوع خاص ولا يندرج ضمن امتحان البكالوريا العادي، ونتائجه لا يتم إعلانها من طرف شبكة موبيليس كون الاتفاقية المبرمة بين هذه الأخيرة والديوان الوطني للامتحانات والمسابقات لا يشمل هذه الفئة، وأرجع الخلط الذي وقع في النتائج المقدمة عبر الرسائل القصيرة إلى كون هؤلاء التلاميذ يحملون نفس أرقام التسجيل لتلاميذ اجتازوا امتحان البكالوريا العادي، ما يعني أنهم لدى إرسال الرسائل القصيرة برقم التسجيل حصلوا على نتائج تلاميذ الامتحان العادي وليس نتائجهم نتيجة التشابه. ورغم أن “موبيليس” لا تتحمل مسؤولية هذا الخلط - يضيف محدثنا - إلا أن الإدارة بادرت بتشكيل خلية للتحقيق في هذه القضية التي تسببت في استبعاد “موبيليس” من طرف وزير التربية من عملية الإعلان عن نتائج البكالوريا. وأضاف دعاس أن شبكة “موبيلس” تحرص على الإعلان عن نتائج البكالوريا عبر الرسائل القصيرة منذ خمس سنوات ولم يسجل عليها أي خطأ يذكر، بل ساهمت في تسهيل هذه العملية التي كانت حتى وقت قريب تتم وفق الطريقة العادية، ويجد التلاميذ أنفسهم مجبرون على الانتظار إلى غاية الإفراج عن القوائم الاسمية عبر الثانويات.