بالرغم من الانتشار الواسع لقاعات الحفلات لبلديات ولاية وهران، منها التي تعمل بطريقة شرعية وأكثرها ينشط بدون رخصة، إلا أن أسعارها لا تساعد الكثير من العائلات ذات الدخل المحدود وحتى المتوسط، خاصة المقيمة بالأحياء الشعبية بعدما وصل سعر القاعة الواحدة من 12 مليون إلى 20 مليون سنتيم لليلة واحدة، لذا تلجأ العديد من العائلات الوهرانية عبر مختلف أحيائها إلى إحياء ليلة الزفاف فوق السطوح أمام ارتفاع تكاليف العرس تجد الكثير من العائلات نفسها غير قادرة على كراء قاعات الحفلات، فتضطر لإقامة حفلاتها فوق سطوح المنازل بتأجير بعض الشباب المختصين في الديسك جوكي لإعطاء العرس صورة أكثر بهجة، وهي الصورة التي كانت تطبع جميع أعراس العائلات الوهرانية في السابق، في الوقت الذي يلجأ فيه البعض الآخر إلى تنصيب خيم كبيرة في الشارع بجوار أصحاب العرس لإقامة العرس فيها، وكذا المدعوين وهي المظاهر التي لا زالت راسخة لدى سكان الولاية، خاصة البلديات النائية منها للتقليص من بعض مصاريف العرس، بعدما أصبح الكثير يخرج منه محمّلا بديون طائلة تستغرق وقتا طويلا لتسديدها. وفي هذا الصدد قالت السيدة ربيعة ل”لفجر” إن قاعة الحفلات اليوم ليست في متناول العائلات الوهرانية البسيطة، لأن أسعارها أصبحت لا تطاق، حيث إنه بمجرد قضاء ليلة واحدة ينفق الشخص قيمة مرتب سنة كاملة، وذلك ما جعل الكثير يفضلون العودة إلى الأسطح التي تبقى المنقذ الوحيد للكثير من العائلات. كما يلجأ الكثير أيضا إلى إقامة أعراس عائلية ضيقة في غرف المنزل بدل الإنفاق والتبذير في المصاريف. أما السيد مختار فقد قال ”إن الأعراس في السطوح بالرغم من أنها تساعد الكثير من العائلات ذات الدخل الضعيف والمتوسط على قاعات الحفلات، إلا أنها أصبحت تحدث إزعاجا للكثير من السكان المجاورين لصاحب العرس بعد لما يترتب عنها من حالة قلق وتوثر وحرمانهم من النوم طول الليل، بعد سماع أصوات الموسيقى الصاخبة وما يصاحبها من أصوات أخرى لأصحاب العرس والتي تزعج المواطنين ليلا في الوقت الذي تتوفر فيه قاعة الحفلات على مانع تسرب الأصوات”. وبالرغم من ذلك، تبقى قاعة الحفلات الحل الوحيد لإقامة الأعراس لمنع حدوث إزعاجات للآخرين.