قضاء رمضان بعد مرور رمضان آخر ما حكم من أفطر في رمضان لعذر ودخل عليه رمضان آخر؟ بعض الأئمة يقولون، بأنه إذا مر رمضان وجاء رمضان آخر ولم يقض ما عليه من أيام أفطرها في رمضان السابق، فعليه القضاء والفدية، هي إطعام مسكين عن كل يوم مداً من غالب قوت البلد، والمد يساوي تقريباً نصف كيلو غرام، أو يزيد قليلا. هذا في مذهب الشافعية، والحنابلة، عملا بما جاء عن عدد من الصحابة، والأئمة الآخرون لم يوجبوا هذا. على كل حال، فإن حدث معه مثل هذا فعليه القضاء جزماً، أما الإطعام أو الفدية فإن فعلها فحسن، وإن تركها فلا حرج عليه إن شاء الله، حيث لم يصح شيء في ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم. أما عند الشك في عدد الأيام، فيعمل الإنسان بغالب الظن، أو باليقين .. فلكي يطمئن الإنسان على سلامة دينه وبراءة ذمته، فليصم الأكثر، وله على ذلك مزيد الأجر والثواب. العمرة في رمضان تعدل حجة في الأجر والثواب دعا الله عباده إلى الاستباق في الخيرات، والمسارعة إلى القربات طلباً لثوابه ومغفرته، فقال سبحانه: “فاستبقوا الخيرات إلى الله مرجعكم جميعًا” (المائدة 48)، وقال جل وعلا: “وسارعوا إلى مغفرة من ربكم” ( آل عمران :133). ومن أعظم ميادين المنافسة والمسابقة إلى الخيرات قَصْدُ بيت الله الحرام لأداء العمرة، لما في ذلك من الأجر العظيم، وتكفير الخطايا والسيئات. وقد قال - صلى الله عليه وسلم-: “العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما” متفق عليه، وفي حديث آخر يقول عليه الصلاة والسلام: “تابعوا بين الحج والعمرة، فإنهما ينفيان الفقر والذنوب، كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة” رواه أحمد وغيره. والعمرة في رمضان لها مزية ليست في غيره، فقد جاء الترغيب فيها، وبيان فضلها وثوابها، وأنها تعدِل حجة في الأجر والثواب، ففي “الصحيحين” من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال لأم سنان الأنصارية حين لم يكتب لها الحج معه صلى الله عليه وسلم: “فعمرة في رمضان تقضي حجة، أو حجة معي). وفي رواية أحمد والترمذي: “عمرة في رمضان تعدِل حجة”.