لدينا تعاون أمني مع جيراننا ونعمل على ترقيته لمواجهة العناصر الإجرامية موريتانيا لا تقوم بحرب بالوكالة وإنما تتصرف طبقا لمصالحها الخاصة أرسل الرئيس الموريتاني، محمد ولد عبد العزيز، رسائل مشفرة وأخرى مباشرة في نفس الوقت إلى الجزائر، تفيد بعدم وجود قواعد عسكرية أجنبية فرنسية أو أمريكية على الأراضي الموريتانية، وذلك بعد العملية المشتركة للجيش الموريتاني وقوات فرنسية داخل العمق المالي في ال22 جويلية الماضي. في أول حوار إذاعي وتلفزيوني له بعد العملية العسكرية المشتركة بين قوات بلده والقوات الفرنسية، نفى الرئيس الموريتاني، محمد ولد عبد العزيز، وبشكل قاطع، وجود قواعد عسكرية فرنسية أو أمريكية على الأراضي الموريتانية، عكس ما ظلت المعارضة الموريتانية تؤكده في كل مرة، ولتأكيد تصريحاته، عرض ولد عبد العزيز، على الصحافيين ورجال وقادة المعارضة، تنظيم قافلة تجوب كل التراب الموريتاني للتحقق من عدم وجود مثل هذه القواعد في البلاد. وبرأي المراقبين فإن كلام محمد ولد عبد العزيز كان أيضا موجها إلى الجزائر، التي تقود مسعى حصر جهود مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل وتأمينها على الدول المعنية فقط، واستبعاد أي تدخل أجنبي في المنطقة، مهما كان نوعه، في محاولة منه للإجابة عن التساؤلات المطروحة بعد الخطوة التي وصفت في حينها بغير المدروسة والانفرادية حين قامت القوات الموريتانية بالاشتراك مع قوات فرنسية بالهجوم عسكريا على أحد معاقل تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، داخل الأراضي المالية. وبالمقابل اعترف الرئيس الموريتاني بوجود تعاون أمني بين نواكشوطوالجزائر، معبرا عن استعداد نواكشوط لترقيته ورفعه إلى مستويات عليا، قصد مواجهة وتجاوز ما وصفه بالتحدي الأمني الذي يواجه بلاده ودول الجوار، وأقر ولد عبد العزيز بوجود تنسيق وتعاون أمني كذلك مع فرنسا والولايات المتحدةالأمريكية والمغرب. وفي ذات السياق، أكد محمد ولد عبد العزيز، أن بلاده ليست في حرب مفتوحة مع تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، وإنما تقتصر حربها على “مجموعات إرهابية”، تتمركز في شمال مالي، وتعتدي من حين إلى آخر على موريتانيا، أرضا وجنودا وسيادة، وشكك في صحة انتماء أغلب المجموعات المسلحة في المنطقة لتنظيم القاعدة، أو حملها قناعات دينية أو فكرية محددة وثابتة، و قال “تلك المجموعات لا تنخرط في شبكة محددة، ولا تحمل أهدافا ورؤى دينية أو سياسية معينة، وإنما هي مجموعات إرهابية، تقوم بأعمال خطف واعتداء لمصالحها الخاصة”، وأغلب عناصرها من ضمن أصحاب السوابق العدلية في مجال الجريمة والمخدرات. وشدد الرئيس الموريتاني على أن بلاده لا تقوم بحرب بالوكالة عن أي دولة أو جهة أجنبية، وإنما تتصرف طبقا لمصالحها الخاصة، موضحا أن العملية العسكرية التي شنها جيشه، قبل أكثر من أسبوع، جاءت لصد هجوم محتمل للقاعدة ضد مصالح موريتانيا، و قال “كانت عملية ناجحة”، دون أن ينفي أن من أهدافها “الجانبية” تحرير الرهينة الفرنسي ميشال جيرمانو. وربط ولد عبد العزيز، مستقبل العمليات العسكرية ضد القاعدة في شمال مالي، بوجود خطر يهدد أمن البلاد، وأضاف أن هدف جيشه على الدوام هو حماية البلاد، “فحينما يتبين لنا أن هناك تهديدا أو خطرا ما، فسنتحرك داخل موريتانيا أو خارجها، للدفاع عن بلادنا وصد أي هجمات محتملة”، لكنه لم يحدد إذا ما كان التدخل خارج موريتانيا سيكون رفقة قوات أجنبية أم لا.