أسفرت جملة الحملات التفتيشية التي باشرها أعوان الرقابة وقمع الغش التابعين لمديرية التجارة مند بداية الشهر الفضيل والتي مست محلات بيع اللحوم البيضاء، عن حجز طن واحد و 445 كيلوغرام من الدجاج غير الصالح للاستهلاك يجهل مكان ذبحه، ما استدعى تحرير مخالفات لأصحاب هذه المحلات، علما أن مصالح مديرية التجارة كانت قد حذرت قبل حلول رمضان من مغبة استلام الدجاج الذي لا يحمل وسما ولا يتضمن اسم الممول ومكان الذبح، وهذا لتفادي بيع مواد غير مطابقة لمعايير النظافة وغير موجهة للاستهلاك البشري. وفي هذا السياق جاء حجز هذه الكمية المعتبرة قبل منتصف شهر رمضان، علما أن أسعار الدجاج قد تراوحت بين 280 و 320 دينار، كما أن الكميات المسوقة عبر محلات بيع الدجاج لا تستجيب في غالبيتها للشروط التي تضعها مصالح الجودة وقمع الغش، بل توجد فئة من التجار تعرض سلعتها بعد كسادها نظرا لقلة الطلب عليها، ما كان وراء مباشرة حملة رقابة صارمة لوضع حد لمثل هذه التصرفات غير القانونية، والتي على أساسها ستتم متابعة أصحابها أمام العدالة. تجدر الإشارة أن أعوان الرقابة كانوا قد تدخلوا لأكثر من 1200 مرة لمتابعة الأنشطة التجارية عبر مدينة عنابة على الخصوص، حيث حرروا 48 محضر إثبات لانعدام النظافة بنقاط البيع التي تعرض مواد غذائية. وجد منها من هو غير صالح للاستهلاك نتيجة استيفاء مدته، منها 34 كيلوغرام من الأجبان الفاسدة، إلى جانب تحرير 23 محضرا خاصا بعدم حيازة ميزان لمباشرة عمليات البيع. وأمام هذه المخالفات المتكررة، فرضت المصالح الأمنية حصارا على باعة المواد الغذائية في الأرصفة، ما كان وراء منع بيع العديد من المواد الاستهلاكية المنتهية الصلاحية المستوردة من تونس وليبيا، غير أن تورط أصحاب محلات بيع اللحوم البيضاء والمواد الغذائية الفاسدة، دعا مديرية التجارة إلى تجنيد أكثر من 22 فرقة مراقبة تعمل ليل نهار، من أجل محاربة ظواهر الغش عبر كامل أسواق وسط عنابة وشريطها الساحلي.